responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المدخل في فن التحرير الصحفي نویسنده : عبد اللطيف محمود حمزة    جلد : 1  صفحه : 347
ويؤخذ مما تَقَدَّمَ أن هناك مجالًا إنسانيًّا كبيرًا تنشر فيه الأعمدة الصحفية، وأن العمود الصحفيّ الإنسانيّ هو الذي يمكن توزيعه على أكبر عدد ممكن من صحف العالم، ونحن نعلم أن الصحافة عمل اجتماعيّ محليّ، ولكن العمود الصحفيّ بهذا الطابع الإنساني يجذب الصحافة رويدًا رويدًا، إلى محيط الأدب, والأدب هو النتاج العقليّ الذي يصلح لأكبر عدد ممكن من أفراد البشر؛ لأنه يتجه دائمًا إلى النفس البشرية، والنفس البشرية خالدةٌ من جهةٍ، وهي وحدةٌ متشابهةٌ في جميع أقطار العالم من جهةٍ ثانيةٍ.
وحين تصبح الصحافة على هذا النحو تصبح أدبًا خالدًا بالمعنى الصحيح.
إلّا أن الأمل في وصول الصحافة إلى هذه المنزلة بعيدة التحقيق في الوقت الحاضر لأسباب كثيرة؛ من أهمها فيما يتصل بالعمود: أن العمود نفسه مادة واحدة فقط من بين المواد الكثيرة التي تتألف منها الصحيفة.
وأعجب من كل ذلك، وأمعن منه في الغرابة, أن نجد "العمود الصحفيّ" يتجاوز مهمته الأولى في الصحافة - وهي مهمة الإرشاد، وحل مشكلات القراء- إلى وظيفة جديدة هي وظيفة الإعلان!
وفي كتاب للأستاذ "لا يبلنج" بعنوان: "الصحفيّ المتجول " -سبقت الإشارة إليه- حديث عن صحفيٍّ بدأ حياته محررًا لعمود إعلانيٍّ لدى مؤسسة "ساشس Sachs" لبيع أثاث المنازل، وقد احتال هذا الصحفيُّ على القراء بحيلة لطيفة، هي أنه أخذ يجذب إليه انتباه القراء أولًا بالكتابة في موضوع الديموقراطيات الحديثة، وكان أول مقال كتبه في ذلك بعنوان: "لا يمكن لأية ديموقراطية أن تعيش من غير صحافة حرة"، ثم أخذ يتدرج في عموده، وينوع في هذا العمود حتى وصل إلى الشئون المنزلية، وإلى أن المنزل يجب أن تتوفر له الراحة والأمن والبهجة والتسلية، ثم أخذ هذا

نام کتاب : المدخل في فن التحرير الصحفي نویسنده : عبد اللطيف محمود حمزة    جلد : 1  صفحه : 347
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست