responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المدخل في فن التحرير الصحفي نویسنده : عبد اللطيف محمود حمزة    جلد : 1  صفحه : 273
تلخيصها في كلمة واحدة، وهي أنه واقعيٌّ في تصويره، وإن لم يكن واقعيًّا في طريقة تعبيره، فهو واقعيٌّ في تصويره بمعنى: أن طه حسين وصف به حياته في الريف المصريِّ أصدق ما يكون الوصف، وصوَّرَ الحياة كلها في هذا الريف المصريِّ أدق ما يكون التصوير، فلا تكلف في تزويق الحديث, ولا جنوح إلى اختراع الحوادث، ولا رغبةً في إخفاء الحقائق عن عين القارئ، ومعنى ذلك: أن أهم ما في كتاب "الأيام" هو عنصر الصدق والأمانة، وهو من هذه الناحية مخالف لكاتب آخر، سبقت الإشارة إليه، وهو "المازني" الذي قلنا إنه يميل إلى اختراع الحوادث بما يتفق وما سماه: "الصدق الفنيّ".
غير أن كتاب "الأيام" ليس واقعيًّا من حيث الأسلوب الكتابيّ، أو طريقة التعبير، بل هو في هذه الصفة الأخيرة مخلف كل المخالفة للمازني.
ذلك أن "طه حسين" يأبى على شخصياته القصصية في "الأيام" إلّا أن تنطق اللغة العربية الفصيحة، على حين أن المازني، وتوفيق الحكيم، وأضرابهما من الكتاب, يجرون الحوار بين شخصيات القصة الواقعية باللغة العامية، ما دامت هذه اللغة هي التي يتكلمها أشخاص القصة بحكم مركزهم الاجتماعيّ من جانب، أو بحكم حرمانهم من الثقافة، وجهلهم باللغة الفصيحة من جانبٍ آخر.
ومع هذا وذاك, لا يحس قارئ "الأيام" بأن في اللغة الفصيحة التي يجريها الكاتب على ألسنة أشخاصه شيئًا من الغضاضة، أو التكليف الذي يقلل تقليلًا واضحًا من صفة الواقعية، وليس كل جانب من الكتاب قادرًا على ذلك من الواقع؛ إذ أن طواعية اللغة لا تتيسر عادة إلّا للعارفين بها، والقادرين عليها.
وثَمَّ صفة من الصفات التي يمكن أن يستشفها القارئ لكتاب "الأيام"، وهي أن "طه حسين" يهتم اهتمامًا بالغًا بتصوير النفس الإنسانية.

نام کتاب : المدخل في فن التحرير الصحفي نویسنده : عبد اللطيف محمود حمزة    جلد : 1  صفحه : 273
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست