responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المدخل في فن التحرير الصحفي نویسنده : عبد اللطيف محمود حمزة    جلد : 1  صفحه : 265
"الويل كل الويل لمن يؤرخ للمازني، فإن الكذب هبة من هباته, ذلك أن قدرة المازني في الخيال، والاختراع، واختلاط حقه بباطله قد أسدلت حجابا كثيفًا على وجهه الحقيقيّ"[1].
ورد المازني على مقال توفيق الحكيم مفسرًا هذا الكذب بأنه "الصدق الفنيّ" حيث قال:
"وليس الصدق عندي -وأحسب الأستاذ توفيق الحكيم مثلي- أن يروي الكاتب قصة رفعت كلها بجملتها وتفصيلها بلا نقص ولا زيادة، فما لهذا قيمة، ولا هو الأدب الجدير بهذا الاسم، وإنما المعول في الصدق والكذب على طريقة العرض، وأسلوب التناول، والإخلاص في التعبير والتصوير, ولا وزن لكون القصة مما وقع للكاتب، أو لسواه، أو مما تخيل، وقد يأخذ الكاتب بعض الوقائع فيضيف إليه، أو ينقص منه، ويبني قصته مما جرب وعرف وتخيل أيضًا، ولا مفر من هذا المزج بين الحقيقة والخيال، وكما أن لكل مخلوق أنجالًا وأجدادًا، كذلك كل فكرة أو خالجة، أو خيال، وسنة الحياة واحدة في خلق الحيوان، وخلق الفكرة أو الإحساس، أو الخيال، وهذه السنة هي التوليد 2".
ومعنى ذلك باختصار أن الواقعية عند الفنان هي الحياة التي حوله, مضافةً إليها شخصية هذا الفنان نفسه، أوهي الحياة كما تعكسها مرآة هذا الفنان بالشكل الذي يراه، فلا ينبغي أن ننتظر من الكاتب الواقعيّ أن يجعل نفسه آلة لا تحس، ولا تشعر، أو أن يصور لنا الحياة تصويرًا فوتوغرافيًّا، كما لا ينبغي لنا أن ننتظر منه ألَّا يقص علينا غير ما وقع بالفعل، فليس هذا هو المقصود بالواقعية في الأدب، وحسبنا منه إذن أن

[1] أدب المازني، للسيدة: نعمات فؤاد, ص44, نقلًَا عن مجلة الثقافة11/ 4/ 1939.
2 مجلة الثقافة بتاريخ 16/ 1929.
نام کتاب : المدخل في فن التحرير الصحفي نویسنده : عبد اللطيف محمود حمزة    جلد : 1  صفحه : 265
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست