responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المدخل في فن التحرير الصحفي نویسنده : عبد اللطيف محمود حمزة    جلد : 1  صفحه : 212
أنها وقفت على سلكٍ من أسلاك الآلة المولدة للكهرباء, قوتها أربعة آلاف كيلو واط، وتعطي الكهرباء تحت ضغط عشرة آلاف فولت، ولو أن الفأرة مشت على سلك واحد لما حدث حادث، ولكنها قفزت من سلك إلى آخر، ولطول ذيلها لمست السلكين معًا في آنٍ واحدٍ، فأحدث ذلك اتصالًا بين السلكين، وعليه مَرَّ تيار قوي جدًّا, أحدث قوسًا كبيرًا من النار، فصعقها, وأذاب بعض الأسلاك النحاسية، فوقفت الآلة, وانطفأ نور العاصمة، وبعد الحادثة وجدت الفأرة يابسةً, فوضعت في كمية من الكحول لحفظها".
لا شكَّ أن هذه قصةٌ إخباريةٌ صغيرةٌ, تصلح في الوقت نفسه لأن تكون طرفةً من الطرائف التي تسوقها الصحافة الحديثة، وفيها عنصر "الغرابة"، وهو العنصر الذي جعل لهذا الخبر قيمةً، كما أن فيها كذلك عنصر الطرافة؛ لأن القراء لم يعتادوا على مثل هذه الحوادث العجيبة؛ ولأن الفأرة الضئيلة استطاعت أن تحرم سكان القاهرة من نعمة الضوء مدةً ليست بالهينة.
ولو أن حادثًا كهذا حدث في أيامنا هذه, لتسابقت الصحف إلى شركة النور تسأل المدير والعمال، ثم يخرج المندوبون إلى الجماهير في الطرقات والدور فيسألونهم: كيف فوجئوا بهذا الحادث؟ وكيف كان تصرفهم وقت وقوعه؟ وما الذي صنعه سائق السيارة, وهو ينهب الأرض نهبًا ليسعف راكبًا في مهمة خطرة؟ ومن مجموع هذه الإجابات يستطيع الصحفيّ أن يستكمل هذه الطريفة.
إن الطرائف إذن بمثابة التوابل, أو المشهيات في مائدة الصحافة, وهي من أجل ذلك محبوبة من جانب القراء جميعًا، وتكون مقبولةً في نظرهم أكثر من ذلك إذا كانت ذات أنواع شتَّى، وصورٍ متعددةٍ، وفي هذا المجال تتنافس الصحف, وتتبارى أذهان المحررين، فقد تكون

نام کتاب : المدخل في فن التحرير الصحفي نویسنده : عبد اللطيف محمود حمزة    جلد : 1  صفحه : 212
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست