responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المدخل في فن التحرير الصحفي نویسنده : عبد اللطيف محمود حمزة    جلد : 1  صفحه : 208
الفنون يتداخل بعضها في بعض؛ كتداخل الألوان في قوس قزح، ولكن لا يمنع ذلك مطلقًا من تمييز كل لون من هذه الألوان عن الآخر.
ومن هنا كانت "الطرائف" Features" من الأمور التي يختلف العاملون في حفل الصحافة اختلافًا كبيرًا في تحديد معناها؛ فمنهم من يشترط في هذه المادة اعتمادها فقط على الجانب الإنسانيّ، ومنهم من يشترط فيها أن تهدف فقط إلى مجرد التسلية، ومنهم من يقول: إنها أيّ نوعٍ, أو قدرٍ من المعلومات, تملأ به الصحيفة ما تخلف عندها من الفراغ بعد كتابة الأخبار بأنواعها، والأعمدة على اختلافها، وما إلى ذلك، وعند هؤلاء أنه ما دامت هذه التفاصيل أو المعلومات ليست معلقةً في الهواء, أو بمعنًى آخر: ليست مقطوعة الصلة بالأخبار, فإنها تصلح لأن يطلق عليها اسم: "الطرائف".
أما نحن فلا نتصور الأمر فوضى على هذا النحو، وإلّا لكانت مادة "الطرائف" من المواد التافهة في الجريدة, على حين أن الإحصاءات دلت على أنها هي التي تستحوذ على اهتمام القراء أكثر مما عداها من مواد الجريدة.
أجل، ليست الطرائف في نظرنا هي المواد التافهة في الصحافة الحديثة؛ لأنها في الحقيقة هي التي تعطي للخبر قيمةً، فضلًا عن أنها تزود القارئ بمعلوماتٍ شائقةٍ لا يتسع لها الخبر في ذاته من جهة، ولا يمكن إيرادها بطريقة التعليق عليه من جهة ثانية.
بل إن الطرائف الخبرية ترفع من قدر الصحيفة في نظر القارئ، وتدفعه إلى قراءتها، ولو كانت سياستها بما يخالف رأي هذا القارئ، وطريقتها مما تتنافى مع ذوقه تمامًا، ومن هنا رأينا أن الصحافة الأمريكية قالت - وهي على الحق فيما قالت: إنها لا تحتاج لكي تكون صحافةً للانتماء إلى حزب سياسيٍّ لكي تعيش، وذلك أنها تستمد بقاءها, وتعتمد في قوتها على عناصر ذاتية، ومقومات فنية تستميل بها قراءها، ومن هذه الفنون- بل من أولها في الواقع- فن "الطرائف".

نام کتاب : المدخل في فن التحرير الصحفي نویسنده : عبد اللطيف محمود حمزة    جلد : 1  صفحه : 208
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست