نام کتاب : المحب والمحبوب والمشموم والمشروب نویسنده : السري الرفاء جلد : 1 صفحه : 112
وكنتُ كليلةِ الشيباءِ همَّتْ ... بمنعِ الشَّكرِ أتأمها القبيلُ
وفي ذكر الشمس قول الراجز من بديع الشعر:
وقدْ تعاللتُ ذميلَ العنسِ ... بالسَّوطِ في دَيمومةٍ كالتُّرسِ
إذْ عرّجَ الليلُ بروجَ الشمسِ
وقال الآخر:
إنْ سر ... عدد ملمّسا ... لو بطحوا الشمسَ لكانتْ أشمُسا
أو حبسوها احتبسَتْ عن المسا
والشمس شيء من حلي العرب. قال ابن ميّادة:
وجيدٍ حُلِيُّ الشَّذرِ منهُنَّ شامِسُ
وقال ابن مناذر:
جاءتْ ترفّل في ثيا ... بِ اسكندرانيةٍ حسانِ
شمسٌ على وجهها شُموسٌ ... تزفُّها أشمسٌ ثمانِ
وليس على قول الصنوبري مزيد على حسنه وإحسانه:
ويومٍ يكللهُ بالشموسِ ... صفاءُ الهوى في صفاءِ الهواءِ
بشمسِ الجنانِ وشمسِ الدنانِ ... وشمسِ القِيانِ وشمسِ السماءِ
الفَيْهَج: قال: الفيهج اسم موضوع غير مشتق، ومثاله حرف واحد يشبهه وهو سَيْهج للريح الشديدة، وهما حرفان، واختلف أولهما؛ بالعكس منهما في اختلاف آخره تَنوّم وتنوّر، وليس لهما ثالث.
قال:
ألا سَقّياني فَيهجاً جَدَريّةً ... بماءِ سحابٍ يسبقُ الحقُّ باطلي
الفيهج الياء والهاء من حروف الزوائد، فإن جعلت الهاءَ أَولى بالزيادة فهو من أفاج الرجل إفاجة إذا أسرع، ومنه الفيج كأنها سُميت بذلك لإسراعها في عقول الشاربين.
قال الشاعر:
الفيجُ علقمةُ الكبريُّ خبّرَنا ... أنَّ الربيعَ أبا مروان قد حضرا
فقلتُ للنفسِ هاتا مُنيةً قدرَتْ ... وقدْ توافقُ بعضُ المنيةِ القدَرا
وتفاجَّت الناقة إذا فجَحت رجليها لتبول. وقيل لأعرابي: تعرف لقاح الناقة؟ قال: أرى العين هاجّاً، والسَّنام راجّاً، وأراها تَفاجَّ كأنها تبول.
الغَرَب
قال: الغرب اشتقاقها من شيئين، من الغَرْب وهو الحدّ، يقال سيفٌ دقيق الغرْب أي الحد، والغُراب أيضاً، وفي وصف بعضهم هو أحدُّ غرْباً، وأغربُ سَكباً، كأنها لحدّتها وسَورتها سميت بذلك. والثاني سميت غرباً لغُربتها وغروبها في الخوابي. وأكثر ما تضع العرب الغين والراء والباء على تواري الشيء وغيبته وبعده واستخفائه، ومنه غربت الشمس أي غابت، الغُراب لغُربته عن الناس والعمران، وهم يسمون الذئب والغراب أصرمين لانصرامهما عن الناس، والغرَب الفضة لغيبتها في المعدن. وعلى هذا يكون اسم الخمر فعَلاً بمعنى مفعول أي مُغَربة في الأوعية والخوابي، كالطَّرَح بمعنى المطروح، والقبَض للمال المقبوض، والنفَض للورق المنفوض، كما أن المفعول يقع بمعنى فعَلٍ كقولهم ماله مجلودٌ أي جَلَدْ.
قال جرير:
.............. ... بلغَ العزاءَ وأدركَ المجلودا
ومما يقوي هذا الاشتقاق أن الطاء واللام والعين ضدّه، تصفه العرب بالظهور والبروز وخروج الشيء من حجابه. تقول طلعت الشمس خرجت من حجابها، والطلع طلع النخل لظهوره، ورجل طُلَعة قُبَعة، ومنه طليعة الجيش أول ما يظهر، وطلْعة الإنسان. وطُويلع اسم ماء لطلوعه وظهوره قليلاً قليلاً. قال لبيد:
............كما ... دَعدعَ ساقي الأعاجمِ الغَرَبا
وقال الأعشى:
إذا انكبَّ أزهرُ بينَ السُّقاةِ ... ترامَوْا بهِ غَرَباً أو نُضارا
وتقول العرب هل من مُغرَّبةِ خبَرٍ؟ أي خبر جاء من مكان بعيد. الحُمَيّا
قال هم تارةً يجعلون الحميّا الخمر كما قال الهجيمي:
ألا رُبَّ ندمانٍ كرامٍ تركتُهم ... بكأسِ الحُمَيَّا بعدَ إغرابِهم عنّا
وتارةً يجعلونها سَورة الخمر، فيقولون سارت فيهم حميّا الكأس، وسميت بذلك لمنعها جانبَها وشدتها. وأصل الكلمة حمي ثم بنوها مصغرة بناء حُبَيْلى حُميّا فأدغموا إحدى الياءين في الأخرى فصارت حميا على وزن ثُريّا، وتكبيرها ثَرْوى وهي المرأة الكثيرة الولد. وسمي الرجل ثروان، والمال الثريّ: الكثير، والثريان المطر وندى الأرض. وقال جرير:
نام کتاب : المحب والمحبوب والمشموم والمشروب نویسنده : السري الرفاء جلد : 1 صفحه : 112