responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المحاضرات والمحاورات نویسنده : السيوطي، جلال الدين    جلد : 1  صفحه : 350
قال: بالله لقد صدقت في متصوفة العصر، ونصحتك في جمع ألسنتهم، تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ
[1] ، فان الصوفية اليوم، أصحاب أكل وشرب ونوم، يروون الأقوال ولا يتبعون الأفعال، وافقوا القوم ملبسا، وخالفوهم أنفسا، يدعون ما ليسوا من رجاله، ويخيرون الشخص بين عرضه وماله، يحبون الجاه والشهرة، ويؤملون برد النعيم على فترة: [مجزوء الرجز]
اعتزل الناس ومل ... عنهم بنفس صادقه
صار الرباط كاسمه ... والخانقاه الخانقه [2]
والناس قد تصنّعوا ... وليس فيهم بارقه
إلا قليلا قال عن ... دنياه أنت طالقه
قلت: إلى رؤية هذا القليل أميل، فيهم تبرد النار ويشفي الغليل، فليت طرفي قبل الموت المحتوم، اكتحل بنجومه الزاهرة، فَنَظَرَ نَظْرَةً فِي النُّجُومِ
[3] ، قال الشيخ: ندفعك فلا تندفع، ونقطعك فلا تنقطع، الآن أعجبنا صدقك، ووجب علينا حقك: [الخفيف]
هكذا كن محبّة واحتفالا ... واعص فينا الوشاة والعذّالا
لك منّا تكتّم واستتار ... ولنا منك أن تطيل السؤالا
إنّ لله في الوجود وجوها ... تركت حسنها له والجمالا
فاعلموا أنّ في الزوايا خبايا ... وافهموا أنّ في السويدا رجالا [4]
أقحموا النفس في مهالك زهد ... يفترسن الأرواح والأموالا
قصدوا هدم سورها فبنوه ... وأتوا كي يقصروه فطالا [5]
أنفس أكرم النفوس على الل ... هـ وأقوى حولا وأقوم حالا
فهي تمشي مشي العروس اختيالا ... وتهادى على الزمان دلالا
نحن قوم يعيش من مات فينا ... مستهاما ويبلغ الآمالا
عش على حبّنا ومت في هوانا ... هكذا هكذا وإلا فلا لا

[1] المرسلات 32.
[2] الخانقاه: رباط الصوفية، والكلمة فارسية تطلق على المباني التي تقام لإيواء الصوفية الذين يخلون فيها للعبادة، وسميت هذه المباني (تكايا) في العهد العثماني، وخصصت لإيواء الدراويش الذين ينقطعون للعبادة. (الموسوعة العربية الميسرة 1/750) .
[3] سورة الصافات 88.
[4] السويدا: قرية بحوران من نواحي دمشق. (معجم البلدان: السويداء) .
[5] في ش: وأتوا أن يقصروه.
نام کتاب : المحاضرات والمحاورات نویسنده : السيوطي، جلال الدين    جلد : 1  صفحه : 350
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست