نام کتاب : المحاضرات في اللغة والأدب نویسنده : اليوسي، نور الدين جلد : 1 صفحه : 137
وإذا أصابتك نكبة فاصبر لها ... من ذا رأيت مسلماً لا ينكب
وإذا رُميت من الزمان بريبة ... أو نالك الأمر الأشد الأصعب
فاضرع لربك إنه أدنى لمن ... يدعوه من حبْل الوريد وأقرب
كن ما استطعت من الأنام بمعزل ... إن القليل من الورى من تصحب
واحذر مصاحبة اللئيم فإنها ... تُعدي كما يعدي الصحيحَ الأجرب
واحذر من المظلوم سهماً صائباً ... واعلم بأن دعاءه لا يحجب
وإذا رأيت الرزق عزّ ببلدة ... وخشيت فيها أن يضيق المكسب
فارحل فأرض الله واسعة الفلا ... طولاً وعرضاً شرقها والمغرب
" فلقد نصحتك إن قبلت نصيحتي ... فالنصح أغلى ما يباع ويوهب "
لله الأمر من قبل ومن بعد
تائية المقرئ في المواعظ
وللعلاّمة المقرئ رحمه الله:
إلى كم تماد في غرور وغفلة؟ ... وكم هكذا نوم؟ متى يوم يقظة؟
لقد ظاع عمر ساعةٌ منه تشترى ... بملء السما والأرض أيّةَ ضيعة
أتنفق هذا في هوى هذه التي ... أبى الله أن تسوى جناحَ بَعوضة
وترضى من العيش السعيد تعيشه ... مع الملأ الأعلى يعيش البهيمة
أيا درة بين المزابل ألقيت ... وجوهرة بيعت بأبخس قيمة
أفان بباق تشتريه سفاهة؟ ... وسخطاً برضوان وناراً بجنة؟
أأنت صديق أم عدو لنفسه ... فإنك ترميها بكلّ مصيبة
ولو فعل الأعدا بنفسك بعض ما ... فعلت لمستهم لها بعض رحمة
لقد بعتها ... حزني عليك رخيصة وكانت بهذا منك غير حقيقة
فَويْكَ استقل لا تفضحنها بمشهد ... من الخلق إن كنت ابن أمٍ كريمة
فبين يديها موقف وصحيفة ... تقاد عليها كل مثقال ذرة
كَلِفْتَ بها دنيا كثير غرورها ... تعامل من في نصحها بالخديعة
إذا أقبلت ولت وإن هي أحسنت ... أساءت وإن صفت فثق بالكدورة
ولو نلت منها مالَ قارونَ لم تنلْ ... سوى لقمة في فيك منه وخِرْقة
وهبك ملكت الملك فيها ألم تكن ... لتَنزعه من فيك أيدي المنايا
فدعها وأهليها وفِرَّ وخذ كذا ... بنفسك عنها فهي كل الغنيمة
ولا تغتبط منها بفرحة ساعة ... تعود بأحزان عليك طويلة
فعيشك فيها ألف عام وينقضي ... كعيشك فيها بعض يوم وليلة
عليك بما يجري عليك من التقى ... فإنك في سهو عظيم وغفلة
مجالس ذكر الله يُلهيك أن ترى ... بها ذاكراً للهِ ضعف العقيدة
إذا شرعوا فيها تجمشت قائماً ... قيامك ذا قل لي إلى أي لعنة
وإن كان لهواً أو أحاديث ريبة ... وثبت وثوب الليث نحو الفريسة
تصلي بلا قلب صلاةً بمثلها ... يكون الفتى مستوجباً للعقوبة
تظل وقد تمستها غير عالمٍ ... تزيد احتياطاً ركعة بعد ركعة
فخيحك تدري من تناجيه معرضاً ... وبين يدي من تنحني غيرَ مُخْبِت
تجاطبه إياك نعبد مقبلاً ... على غيره فيها لغير ضرورة
ولو رد من ناجاك للغير طرفه ... تميزت من غيظ عليه وغيرة
أما تستحي من مالك الملك أن يرى ... صدودك عنه يا قليل المروءة
صلاة أقيمت يعلم الله أنها ... بفعلك هذا طاعة كالخطيئة
وأقبح منها أن تدل بفعلها ... كمن قلد المدلول بعد صنيعة
وأن يعتريك العُجْب أيضاً بكونها ... على ما حوته من رياء وسمعة
ذنوبك في الطاعات وهي كثيرةٌ ... إذا عددت تغنيك عن كل زلة
سبيلك أن تستغفر اللهَ بعدها ... وأن تتلافى الذنب منها بتوبة
فيا عاملاً للنار جسمك ليّنٌ ... فجربه تمريناً بحرِّ الظهيرة
وجربه في لسع الزنابير تجتني ... على نهش حيات هناك عظيمة
فإن كنت لا تقوى فويلك ما الذي ... دعاك إلى إسخاط ربّ البرية
تعامله بالمنكرات عشّيةً ... وتصبح في أثواب نسك وعفّة
فأنت على ما أنت أجراً لدى الورى ... بما فيك من جهل وخبث السريرة
تقول مع العصيان ربّيَ غافر ... صدقت ولكن غافر بالمشيئة
وربك رزاق كما هو غافِرٌ ... فلِمْ لَمْ تصدق فيهما بالسوية
نام کتاب : المحاضرات في اللغة والأدب نویسنده : اليوسي، نور الدين جلد : 1 صفحه : 137