نام کتاب : المحاضرات في اللغة والأدب نویسنده : اليوسي، نور الدين جلد : 1 صفحه : 103
وفي مجاملة العدو وإعداده لأعدى منه قول مرداس الأسدي:
وذوي ضباب مظهرين عداوة ... وغر بصدور معاودي الإفناد
ناسيتهم بغضاءهم ووفرتهم ... وهم إذا حسب الصديق أعاد
كيما أعدهم لأبعد منهم ... ولقد يجاء إلى ذوي الأحقاد
وفي حفظ المال وتثميره قول الملتمس:
قليل المال تصلحه فيبقى ... ولا يبقى الكثير مع الفساد
وحفظ المال أيسر من بغاه ... وسير في البلاد بغير زاد
وفي تبليغ العدو قول عروة بن الورد:
ومن يك مثلي ذا عيال ومقترا ... من المال يطرح نفسه كل مطرح
ليبلغ عذراً أو يصيب رغيبة ... ومبلغ نفس عذرها مثل منجح
وفي معنى قولهم: القريب من تقرب - أي بورده - " لا " من تنسب قول الأعشى:
لا تطلبن الود من متباعد ... ولا تنأ من ذي بغضة إن تقربا
فإن القريب من يقرب نفسه ... لعمر أبيك الخير لا من تنسيا
وفي الحض على الصبر في المواطن قول عمرو بن الإطنابة:
أبت لي همتي وأبى بلائي ... وأخذ الحمد بالثمن الربيح
وإقدامي على المكروه نفسي ... وضربي هامة البطل المشيح
وقولي كلما جشأت وجاشت ... مكانك تحمدي أو تستريحي
لأدفع عن مآثر صالحات ... وأحمي بعد عن عرض صحيح
وقد حكي عن معاوية رضي الله عنه أنه قال: دعوت بفرسي يوم صفين لأتصرف لاشتداد الأمر فما نفعني إلاّ أبيات عمرو المذكورة ذكرتها فصبرت.
ونحوها " قول " قطري بن الفجاءة:
أقول لها وقد طارت شَعاعاً ... من الأبطال: ويحك لن تراعي
فصبراً في مجال الموت صبراً ... فما نيل الخلود بمستطاع
سبيل الموت غاية كالترجّي ... وداعيه لأهل الأرض داع
وما للمرء خير في حياة ... إذا ما عد من سقط المتاع
وفيمن يسعى لما فيه هلاكه ولا يعلم قول الآخر:
وكم من طالب يسعى لأمر ... وفيه هلاكه لو كان يدري
ومثله قول الآخر:
وكم طالب أمراً وفيه حمامه ... وسائرة تسعى إلى ما يضيرها
ومثله قول الآخر:
كم شارب عسلاً فيه منيّتُه ... وكم تقلد سيفاً من به ذُبحا
ومثله قول أبي العتاهية:
وقد يهلك الإنسان من باب أمنه ... وينجو بإذن الله من حيث يحذر
ومن المعنى قول عدي بن أبي الصلت:
تجري الأمور على حكم القضاء، وفي ... طي الحوادث محبوب ومكروه
فربما سرّني ما بت أحذره ... وربما ساءني ما بت أرجوه "
وفي التشكّي من فناء الأهل والأحبة قول ابن هرّمة:
ما أظن الزمان يا أم عمرو ... تاركاً إن هلكت من يبكيني
ويقال: إنه حين مات لم ير أحد خلف جنازته، وإنما رفعها عبيد له.
وفي احتقار " السفيه " واللئيم وما يصدر منه قول الآخر:
وما كل كلب نابح يستفزني ... ولا كلما طن الذباب أراع
ونحوه في التنبيه على كثرتهم وأنه لا ينبغي الاحتفال بهم قول الآخر:
لو كل كلب عوى ألقت حجراً ... لأصبح الصخر مثقالاً بدينار
وقول الآخر:
أو كلما طن الذباب زجرته ... إن الذباب إذن عليَّ كريم
آخر:
اذهب فأنت طليق عرضك إنه ... عرض عززت به وأنت ذليل
آخر:
نجا بك عرضك منجى الذباب ... حمته مقاذيره أنْ ينالا
وفي فعل الحاسدين من نشر المساوي ودفن المحاسن " قول " الآخر:
إن يسمعوا الخير يخفوه وإن سمعوا ... سراً أذيع وإن لم يسمعوا كذبوا
ونحوه قول الآخر:
صم إذا سمعوا خيراً ذكرت به ... وإن ذكرت بسوء عندهم أذِنوا
وفي بيع ما يضمن به عند الحاجة قول الآخر:
وقد تخرج الحاجات يا أم مالك ... كرائم من رب بهن ضنين
" وقال أبو علي الحداد:
قالت: وأبدت صفحة ... كالشمس من تحت القناع
بعت الدفاتر، وهي آ ... خر ما يباع من المتاع
لا تعجبي ممّا رأي ... ت فنحن في زمن الضياع
ونحو ذلك قول ابن الحاجب لما ورد مصر:
يا أهل مصر وجدت أيديكم ... عن بسطها للنوال منقبضه
لما عدمت الغذا بأرضكم ... أكلت كتبي كأنني أرضه
وصرت لما حللت واديكم ... كجملة في الكلام معترضه "
وفي قساوة القلب قول مهلهل بن ربيعة:
نام کتاب : المحاضرات في اللغة والأدب نویسنده : اليوسي، نور الدين جلد : 1 صفحه : 103