نام کتاب : المحاسن والمساوئ نویسنده : البيهقي، إبراهيم جلد : 1 صفحه : 20
عباس من الناكثون؟ قال: الذين بايعوا علياً بالمدينة ثم نكثوا فقاتلهم بالبصرة أصحاب الجمل، والقاسطون معاوية وأصحابه، والمارقون أهل النهروان ومن معهم. فقال الشاميّ: يا ابن عباس ملأت صدري نوراً وحكمة وفرجت عني فرج الله عنك، أشهد أن علياً، رضي الله عنه، مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة. اس من الناكثون؟ قال: الذين بايعوا علياً بالمدينة ثم نكثوا فقاتلهم بالبصرة أصحاب الجمل، والقاسطون معاوية وأصحابه، والمارقون أهل النهروان ومن معهم. فقال الشاميّ: يا ابن عباس ملأت صدري نوراً وحكمة وفرجت عني فرج الله عنك، أشهد أن علياً، رضي الله عنه، مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة.
ويروى أن ابن عباس، رحمه الله، قال: عقم النساء أن يجئن بمثل عليّ بن أبي طالب، رضي الله عنه، ما رأيت مِحرباً يُزنّ به لرأيته يوم صفين وعلى رأسه عمامة بيضاء وكأن عينيه سراجاً سليط وهو يقف على شرذمة بعد شرذمة من الناس يعظهم ويحضهم ويحرضهم حتى انتهى إليّ وأنا في كثف من الناس فقال: معاشر المسلمين استشعروا الخشية وأكملوا اللأمة وتجلببوا بالسكينة وغضوا الأصوات والحظوا الشزر وأطعنوا الوجر وصلوا السيوف بالخطى والرماح بالنبل، فإنكم بعين الله ومع ابن عم رسول الله، صلى الله عليه وسلم، تقاتلون عدو الله عليكم بهذا السواد الأعظم والرواق المطنّب، فاضربوا ثبجه فإن الشيطان راكس في كسره مفترش ذراعيه قد قدّم للوثبة يداً وأخّر للنّكوص رجلاً، فصمداً صمداً حتى ينجلي لكم الحق وأنتم الأعلون والله معكم ولن يتركم أعمالكم.
وعن ابن عباس أنه قال: لقد سبق لعلي، رضي الله عنه، سوابق لو أن سابقة منها قسمت على الناس لوسعتهم خيراً.
وعنه قال: كان لعلي، رضي الله عنه، خصال ضوارس قواطع سِطةٌ في العشيرة وصهر بالرسول وعلمٌ بالتنزيل وفقه في التأويل وصبر عند النزال ومقاومة الأبطال، وكان ألدّ إذا أعضل، ذا رأي إذا أشكل.
قيل: ودخل ابن عباس على معاوية فقال: يا ابن عباس صف لي علياً، قال: كأنك لم تره؟ قال: بلى ولكني أحب أن أسمع منك فيه مقالاً، قال: كان أمير المؤمنين، رضوان الله عليه، غزير الدمعة طويل الفكرة، يعجبه من اللباس ما خشن ومن الطعام ما جشب، يدنينا إذا أتيناه ويجيبنا إذا دعوناه، وكان مع تقربته إيانا وقربه منا لا نبدأه بالكلام حتى يتبسم فإذا هو تبسم فعن مثل اللؤلؤ المنظوم، أما والله يا معاوية لقد رأيته في بعض مواقفه وقد أرخى الليل سدوله وغارت نجومه وهو قابض على لحيته يبكي ويتململ تململ السليم وهو يقول: يا دنيا إيّاي تغرّين؟ أمثلي تشوقين؟ لا حان حينك بل زال زوالك، قد طلقتك ثلاثاً لا رجعة فيها، فعيشك حقير وعمرك قصير وخطرك يسير، آه آه من بُعد السفر ووحشة الطريق وقلة الزاد! قال: فأجهش معاوية ومن معه بالبكاء.
وقال خزيمة بن ثابت ذو الشهادتين يصف محاسن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ومن حضره، كرم الله وجهه، في قصيدة له:
رأوا نعمةً لله ليست عليهم ... عليك وفضلاً بارعاً لا تنازعه
فعضوا من الغيظ الطويل أكفهم ... عليك ومن لم يرض فالله خادعه
من الدين والدنيا جميعاً لك المنى ... وفوق المنى أخلاقه وطبائعه
نام کتاب : المحاسن والمساوئ نویسنده : البيهقي، إبراهيم جلد : 1 صفحه : 20