responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المحاسن والمساوئ نویسنده : البيهقي، إبراهيم    جلد : 1  صفحه : 123
ولآخر منهم: ما رأيت مثل طيب قولك أمرّه سوء فعلك، ولا مثل بسط وجهك خالفه ضيق تنكيدك، ولا مثل قرب مواعيدك باعدها فرط مطلك، ولا مثل أنس بديهتك أوحش منه قبيح عواقبك، حتى كأن الدهر أودعك لطيف الحيلة بالمكر بأهل الخلة، وكأنه زيّنك فيهم بالخديعة لتدرك منهم فرصة الهلكة. وقد قيل: وعد الكريم نقد وتعجيل، ووعد اللئيم مطل وتأجيل.
وقال بعضهم: وعدتنا مواعيد عرقوب، ومطلتنا مطل نعاس الكلب، وغررتنا غرور السراب، ومنيتنا أماني الكمّون.
ولبعضهم: أما بعد فلا تدعني متعلقاً بوعدك فالعذر الجميل أحسن من المطل الطويل، فإن كنت تريد الإنعام فأنجح وإن تعذرت الحاجة فأوضح وأعلمني ذاك لأصرف وجه الطلب إلى غيرك.
وذكروا أن فتىً من مراد كان يختلف إلى عمرو بن العاص فقال له ذات يوم: ألك امرأة؟ قال: لا. قال: أفتتزوج وعلي المهر؟ فرجع إلى أمه فأخبرها، فقالت:
إذا حدّثتك النفس أنك قادرٌ ... على ما حوت أيدي الرجال فكذّب
فتزوج ثم أتى عمرو بن العاص، فاعتلّ عليه ولم ينجز له وعده، فشكا ذلك إلى أمه، فقالت:
لا تغضبن على امريءٍ في ماله ... وعلى كرائم مال نفسك فاغضب
ولبعض الشعراء في هذا المعنى:
أروح وأغدو نحوكم في حوائجي ... فأُصبح منها غدوةً كالذي أمسي
وقد كنت أرضى للصديق شفاعتي ... فقد صرت أرضى أن أُشفّع في نفسي
ولأبي نواس:
وعدتني وعدك حتى إذا ... أطمعتني في كنز قارون
جئت من الليل بغسالةٍ ... تغسل ما قلت بصابون
وأنشد لأبي تمام:
يحتاج من يرتجي نوالكم ... إلى ثلاثٍ بغير تكذيب
فكنز قارون أن يكون له ... وعمر نوحٍ وصبر أيوب
ولآخر:
إني لأعجب من قولٍ غررت به ... حلو يلذّ إليه السمع والبصر
لو تسمع العصم في صم الجبال به ... ظلت من الراسيات العصم تنحدر
كالخمر والشهد يجري فوق ظاهره ... وما لباطنه طعمٌ ولا حبر
وكالسراب شبيهاً بالغدير وإن ... تبغ السراب فلا عين ولا أثر
ولا ينبت العشب عن برق وراعدةٍ ... غرّاء ليس بها سيل ولا مطر
ومما قيل من الشعر في البخل بالطعام لبعضهم:
رأيت أبا عثمان يبذل عرضه ... وخبز أبي عثمان في أكرم الحرز
يحن إلى جاراته بعد شبعه ... وجاراته غرثى تحنّ إلى الخبز
ولآخر:
ما كنت أحسب أن الخبز فاكهةٌ ... حتى نزلت على عوف بن خنزير
الحابس الروث في أعفاج بغلته ... بخلاً على الحبّ من لقط العصافير
ولغيره:
نوالك دونه خرط القتاد ... وخيرك كالثريا في البعاد
ترى الإصلاح صومك لا لنسكٍ ... وكسراً للرغيف من الفساد
أرى عمر الرغيف يطول جداً ... لديك كأنه من قوم عاد
ولآخر:
اللؤم منك على الطعام طباع ... فعيال بيتك ما حييت جياع
وإذا يمرّ بباب دارك سائلٌ ... هرّت عليه نوابحٌ وسباع
وعلى رغيفك حيةٌ مسمومةٌ ... وعلى خوانك عقرب وشجاع
ولآخر:
يا تارك البيت على الضيف ... وهارباً منه من الخوف
ضيفك قد جاء بزاد له ... فارجع فكن ضيفاً على الضيف
إذ ااشتهى الضيف طبيخ الشتا ... أتاه بالشهوة في الصيف
وإن دنا المسكين من بابه ... شدّ على المسكين بالسيف
ولآخر:
يكتب بالحبر على خبزه ... والله لا يأكله الجار
ويسأل الخادم من بخله ... أي رغيف فيه آثار
ويختم القدر على أهله ... ويشعب العظم بمسمار
والماء في منزله طرفةٌ ... يشربه الناس بمقدار
ولآخر:
أرى ضيفك في الدار ... وكرب الموت يغشاه
على خبزك مكتوب ... سيكفيكهم الله
ولآخر:
لأبي نوحٍ رغيفٌ ... أبداً في حجر دايه
أبداً يمسحه الده ... ر بكمّ ووقايه

نام کتاب : المحاسن والمساوئ نویسنده : البيهقي، إبراهيم    جلد : 1  صفحه : 123
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست