responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المحاسن والمساوئ نویسنده : البيهقي، إبراهيم    جلد : 1  صفحه : 107
حشّدي من الحشاد، يريد أنه يخلطها به. قال إدريس: فأعطي مروان المهدي ثلاثين ألف درهم فانصرف إلى اليمامة ثم عاد في سنة أربع وستين ومائة فطلب الوصول بيعقوب بن داود، فأقام نحواً من سنة، وغضب المهدي على يعقوب بن داود. قال إدريس: فحدثني مروان قال: بينا أنا واقف على باب المهدي إذ خرج خالد بن يزيد بن منصور فقال: يا ابن أبي حفصة ذكرك أمير المؤمنين آنفاً وهو يراك أشعر الناس غير أنه يقول لا حاجة لنا فيما قبلك فانصرف عن بابنا. قال: فانصرفت مغموماً ثم تذكرت رجلاً أتحدث عنده وأتفرج به وآنس لديه، فأتيت يزيد بن مزيد فشكوت إليه ما قال لي خالد بن يزيد، فقال: أدلك على رجل صدوق له رقةٌ لعله ينفعك. قلت: ومن هو؟ قال: الحسن الحاجب. فغدوت إلى الحسن فشكوت إليه ما حكاه خالد من رأي أمير المؤمنين. فقال: قل في يعقوب بن داود. فقلت: بأبي أنت وأمي! أنت ترجو أن يكون ذلك مفتاحاً لما أنا فيه؟ قال: ذاك كما أقول لك. فانصرفت وقلت:
أتاني من المهديّ قولٌ كأنما ... به احتز أنفي مدمن الضّعن جادع
وقلت، وقد خفت التي لا شوىً لها ... بلا حدثٍ: إني إلى الله راجع
وما لي إلى المهدي لو كنت مذنباً ... سوى حلمه الصافي من الناس شافع
ولا هو عند السخط منه ولا الرضى ... بغير الذي يرضى به الله صانع
عليه من التقوى رداءٌ يكنّه ... وللحق نورٌ بين عينيه ساطع
يُغضّ له طرف العيون وطرفه ... على غيره من خشية الله خاشع
هل الباب مفضٍ بي إليك ابن هاشمٍ ... فعذري إن أفضى بي الباب ناصع
أتيت امرأً أطلقته من وثاقه ... وقد أُنشبت في أخدعيه الجوامع
وجلّى ضباب العدم عنه وراشه ... وأنهضه معروفك المتتابع
فقلت وزيرٌ ناصحٌ قد تتابعت ... عليه بإنعام الإمام الصنائع
وما كان لي إلا إليك ذريعةٌ ... وما ملكٌ إلا إليه الذرائع
وإن كان مطوياً على الغدر كشحه ... فلم أدر منه ما تجنّ الأضالع
وقل مثل ما قال ابن يعقوب يوسفٌ ... لإخوته قولاً له القلب نائع
تنفّس فلا تثريب إنك آمنٌ ... وإني لك المعروف والقدر جامع
فما الناس إلا ناظرٌ متشوّفٌ ... إلى كلّ ما تسدي إليّ وسامع
قال وقد قلت في قصيدة أخرى:
سيحشر يعقوب بن داود خائباً ... يلوح كتابٌ بين عينيه كافر
خيانته المهدي أودت بذكره ... فأمسى كمن قد غيبته المقابر
بدا منك للمهدي كالصبح ساطعاً ... من الغش ما كانت تجنّ الضمائر
وهل لبياض الصبح إن لاح ضوءه ... فجاب الدجى من ظلمة الليل ساتر
أمنزلةٌ فوق التي كنت نلتها ... تعاطيت، لا أفلحت مما تحاذر
قال: ثم أتيت بها الحسن بعد يومين فقال: ما صنعت؟ فأنشدتهما إياه. قال: اكتبهما لي. فقلت: قد فعلت. فقال: هاتهما. فتناولهما وقال: لست واضعهما من يدي حتى أضعهما في يد المهدي. ثم مضى وأتيته من الغد فقال: ما وضعتهما من يدي حتى وضعتهما في يد المهدي فقرأهما فرقّ لك وأمر بإدخالك عليه فاحضر يوم الاثنين. فحضرت فخرج عليّ فقال: قد علم أمير المؤمنين بمكانك وقد أحبّ أن يجعل لك يوماً يشرّفك فيه ويبلغ بك. قلت: فمتى بأبي أنت وأمي؟ قال: يوم الخميس. فعدت إليه يوم الخميس فإذا وجوه بني العباس يدخلون على المهدي، فلما تتام المجلس دعاني فدخلت، فسلمت فرد علي السلام، فقال: إنما حبسك عن الدخول انقطاعك إلى الفاسق يعقوب بن داود. فافتتحت النشيد بما قلت في يعقوب فأنشدته ثم أشدته قولي فيه: طرقتك زائرة فحيّ خيالها. فأُعجب بذلك وقال: جزاك الله خيراً. فقلت: اشهدوا هذا والله الشرف، أمير المؤمنين يجزيني خيراً، ثم أنشدته: أعادك من ذكر الأحبة عائد، فلما صرت إلى قولي:
أيادي بني العباس بيضٌ سوابغٌ ... على كل قوم بادئاتٌ عوائد
فهم يعدلون السمكَ من قبة الهدى ... كما يعدل البيت الحرام القواعد

نام کتاب : المحاسن والمساوئ نویسنده : البيهقي، إبراهيم    جلد : 1  صفحه : 107
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست