نام کتاب : المجموع اللفيف نویسنده : ابن هبة الله جلد : 1 صفحه : 445
وبعد، فهل قتل ذؤاب الأسدي عتبة بن الحارث بن شهاب إلا في وسط الليل الأعظم، حين تبعوهم فلحقوهم. وكانوا إذا أجمعوا للحرب دخّنوا بالنهار، وأوقدوا بالليل، وأما قولهم: «ولا يعرفون الكمين، فقد قال أبو قيس بن الأسلت: [1] [الوافر]
وأحرزنا المغلنم واستبحنا ... حمى الأعداء والله المعين [2]
بغير خلابة وبغير مكر ... مجاهرة ولن يخبأ كمين [3]
[ركاب الخيل]
وأما ذكرهم الرّكب [4] : فقد أجمعوا على أنّ الرّكب كانت قديمة، إلا أنّ ركب الحديد لم تكن في العرب إلا في أيام الأزارقة [5] ، وكانت العرب لا تعوّد أنفسها إذا أرادت الركوب، أن تضع أرجلها في الركب، وإنما كانت تنزو نزوا.
وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: «لا تخور قوى ما كان صاحبها ينزع وينزو» ، يقول: لا تنتكث قوته ما دام ينزع في القوس، وينزو في السرج، من غير أن يستعين بركاب.
وقال أيضا: «الراحة عقلة، وإيّاكم والسّمنة فانّها عقلة» [6] . [1] أبو قيس بن الأسلت: صيفي بن الأسلت بن عامر بن جشم بن وائل الأنصاري، وكانت الأوس قد أسندت أمرها إلى أبي قيس وجعلته رئيسا عليها، فكفى وساد، واختلف في إسلامه، فقيل: إنه أسلم، وقيل إنه وعد بالإسلام، ثم سبق إليه الموت فلم يسلم، توفي سنة 1 هـ. (الإصابة، باب الكنى ص 935، تهذيب ابن عساكر 6/454، معاهد التنصيص 2/25، الأغاني 15/145)
[2] البيتان في البيان والتبيين 3/23.
[3] في البيان والتبيين: (بغير خلابة مكر) بسقوط (وبغير) من سهو الطبع. [4] الركب: بضمتين، جمع ركاب، وهو ما يضع فيه الفارس رجله. [5] الأزارقة: نسبة إلى نافع بن الأرزق الحنفي، أحد شجعان الخوارج الذين ظهروا في العصر الأموي، توفي سنة 65 هـ.
(الكامل للمبرد 2/172- 181) ، والخبر في البيان والتبيين 3/23. [6] عقلة: أي تعقل صاحبها وتحبسه. والخبر في البيان والتبيين 3/23.
نام کتاب : المجموع اللفيف نویسنده : ابن هبة الله جلد : 1 صفحه : 445