نام کتاب : المجموع اللفيف نویسنده : ابن هبة الله جلد : 1 صفحه : 354
وكانوا قد أوعبوا [1] في الهجرة، فأنشد: [البسيط]
وكل دار وإن طالت سلامتها ... يوما ستدخلها النكباء والحوب [2]
فقال له أبو جهل: ما يبكيك على قلّ بن قل [3] ، وذلّ بن ذل، فتراجعا حتى كان بينهما لحاء [4] .
[بين الأوس والخزرج]
قالت الأوس لحضير الكتائب [5] وهو رئيسهم، لما كثر الخزرج، لو حاجزت القوم يا أبا أسيد، وأرسلت إلى حلفائك [134 ظ] مزينة، فقال وهو جالس واضع سيّة قوسه [6] على ثناياه، فألقى القوس من يده وقال: أنتظر مزينة، وقد نظرت إلى القوم ونظروا إليّ، الموت أحسن من ذلك، وذمر أصحابه [7] فنصروا يومئذ على الخزرج.
وقال أبو أحمد عبد بن جحش في أخذ أبي سفيان دورهم [8] ، وكانوا [1] في الأصل: (أرعبوا) . أوعبوا: خرجوا كلهم إلى الغزو، جلوا ولم يبق ببلدهم منهم أحد.
[2] النكباء: الريح انحرفت ووقعت بين ريحين كالصبا والشمال.
الحوب: الوحشة والحاجة والمسكنة، والإثم والهلاك. [3] قل بن قل: لا يعرف هو ولا أبوه. [4] لحاء: من الملاحاة، لا حاه ملاحاة ولحاء، نازعه وخاصمه. [5] حضير الكتائب: حضير بن سمّاك بن عتيك بن امرىء القيس، من الأوس، شجاع من الأشراف في الجاهلية، من سكان المدينة، وينعت بالكامل (لإجادته الكتابة والعوم والرمي) ، كان رئيس الأوس وقائدها يوم (بعاث) في آخر وقعة للأوس مع الخزرج، وقتل في ذلك اليوم سنة 5 ق. هـ./ 617 م. (طبقات ابن سعد 3/135- 136، عمدة الأخبار ص 29) [6] سية القوس: ما عطف من طرفها، وهما سيّتان. [7] ذمر أصحابه: حضهم وشجعهم. [8] كان أبو سفيان بن حرب قد استولى على دار بني جحش بعد أن هاجروا عدوانا منه-
نام کتاب : المجموع اللفيف نویسنده : ابن هبة الله جلد : 1 صفحه : 354