أحمد بن الطيب السرخسي كان يقول: اللذات لحمانية: أكل اللحم، وركوب اللحم، وادخال اللحم في اللحم.
يحيى بن عدي كان يقول: إن الطبيعة تمل الشيء الواحد فلذلك اتخذت الألوان والأطعمة، وأصناف الثياب، وأنواع الطيب، وفنون الأوتار، ورسم النقلة والتحول من مكان إلى مكان، والاستكثار من الإخوان، والتفنن في الآداب، والجمع بين الجد والهزل والزهد واللهو.
علي بن ربن الطبري كان يقول: عليك بأربعة واجتنب ثلاثة؛ عليك بالدسم والحلاوة والحمام والطيب، واجتنب ثلاثة: الغبار والدخان والنتن.
وكان يقول: الطبيب الجاهل مستحث الموت.
إسحاق بن حنين قال: قليل الراح صديق الروح، وكثيرها عدو الجسم، قال صاحب الكتاب: اتفقت له هذه اللفظة الوجيزة الشريفة التي لم أسمع مثلها بين التجنيس والطباق والترصيع وصحة المعنى.
بختيشوع بن جبريل قال للمأمون في كلام جرى بينهما: يا أمير المؤمنين، لا تجالس الثقلاء فإن مجالسة الثقلاء حمى الروح.
وكان يقول: الشرب على الجوع رديء والأكل على الشبع أردأ منه.
جبريل عد من كلامه: أربعة تهرم العمر: ادخال الطعام على الطعام قبل الانهضام، والشرب على الريق، ونكاح العجوز والتمتع في الحمام.
تلميذ بختيشوع كان يقول: أربعة تغذي لا من أكل ولا من شرب: النظر إلى كل مليح، وشم كل رائحة طيبة، والنوم بعد الغداء، وافتراش الفراش الوطيء. وأربعة تضر البصر وتعود على النفس بالضرر: النظر إلى عين الشمس، ووجه العدو وإلى القتلى: والجرحى.
يحيى بن ماسويه سئل عن الشر لا خير معه فقال: نكاح العجوز.
أبو علي الصيمري قال: عرض لأبي علي بن يحيى الكاتب مرض شديد من الوحشة والضجر، وكان السبب فيه أن اللصوص نقبوا خزانته وفازوا بماله الكثير، فركد الهم على قلبه حتى كاد يوسوس. فأشار عليه الصيمري أني يصوغ إهليلجة من ذهب ويديم إمساكها في فيه فزال ما به وعاد إلى أحسن حالاته. فسئل الصيمري عن العلة فقال: إن للذهب خاصية في تقوية القلب ومسرة النفس. ثم أشار عليه باستعمال بيضة من العنبر وتقليبها والانتفاع بلطافتها وحسن أثرها على الدماغ والقلب. فتعجب الناس من هذا العلاج ولطافته.
أبو أيوب الطبيب كان يقرأ القرآن فكان أغلب الأدعية على لسانه: اللهم اسقنا من رحمتك شربة تسهل علينا ذنوبنا إنك أنت الغفور الرحيم.
ثابت بن قرة قال: ليس على الشيخ أضر من أن يكون له طباخ حاذق وجارية حسناء، لأنه يكثر من الطعام فيسقم، ومن النكاح فيهرم.
وكان يقول: راحة الجسم في قلة الطعام، وراحة الروح في قلة الآثام، وراحة القلب في قلة الاهتمام، وراحة اللسان في قلة الكلام.
المنيخي كان يقول: نومة بعد أكلةٍ خير من شرب دواء نافع.
أبو الخير الخمار سئل عن وظيفته في كل يوم فقال: مرققة ومدققة ومليقة ومزوقة.
عبدوس الخزاعي كان يقول: من لم يبتهج بالربيع ولم يستمتع بنعيمه ونسيمه ولم يتروح إلى أزهاره فهو فاسد المزاج محتاج إلى العلاج. الباب الثامن
لطائف الجواري والنساء
زاد مهر جارية الفاروجي، كتب إليها عاشقها: عصمنا الله وإياك برحمته. فكتبت إليه: يا أحمق، إن استجيبت دعوتك لم نلتق أبداً.
قبيحة جارية المتوكل كتبت على خاتمها: أنا قبيحة، فقدم الحاء قبل الباء!.
سلمى بنت أيمن التميمية كانت من أحسن النساء وزوجها من أقبح الرجال، فقالت له يوماً: علمت أني أنا وأنت في الجنة. قال: ولم؟ قالت: لأني رزقت مثلك فصبرت ورزقت مثلي فشكرت، والصبور والشكور في الجنة.
وقيل لها: كيف تصبرين على قبحه وأنت من الحسن بحيث أنت؟ فقالت: أما إنه قد قدم حسنه عند الله، وأذنبت عنده ذنباً، فصيرني في ثوابه، وصيره في عقابي.
ومثله: اشترى بعضهم جارية بديعة الحسن، وكان هو في غاية القباحة. فلما حصلت في داره نظر إليها فضحك ونظرت إليه فبكت. فقال لها كالمغضب: أنظر إليك فأضحك وتنظرين إلي فتبكين؟ فقالت: نعم نظرت إلى ما يسرك فضحكت، ونظرت إلى ما يسوؤني فبكيت.
قراريط جارية أحمد بن سليمان قدمت إليه المائدة ونسيت الملح، فقال لها: أين الملح؟ فقالت: في وجهي.
حسناء جارية المهدي، قال لها المهدي: نعم الفراش بطنك! فقالت: فلم لا تفترشه كل ليلة؟!.