بجدتها، وأخو جملتها وأبو عذرتها، لم تقع عينه على شبهه، وطالما اقترح على الزمان أن يتفق لأحد تأليفه، ويتقدم له تبويبه وترتيبه، فافتتحته بنيسابور «1» ، وتطرفته بجرجان «2» ، وتنصفته بالجرجانية «3» ، واستتممته بغزنة «4» . إذ كان مدخورا لعالي مجلسه، ومقصورا على خزانة مجده، ولم يعن عليه إلا علو همته ويمن دولته، وإذا كان مولانا أوحد السادات وهم آحاد الدنيا، وفرد الملوك وهم أفراد العليا، فينبغي أن يكون الكتاب الذي يخدم به من وسائط عقود الأدب، وأناسي عيون الكتب. ولئن أحياني الله تعالى على يده، ورزقني المثول بحضرة عزه وكعبة سؤدده، لأنفقن باقي عمري على خدمته، وأغرب وأبدع تأليفاتي باسمه وسمته. لا زال مولانا للمحاسن كالينبوع للماء والزند للنار، وأدام الله ملكه وأعز نصره، وزاد علو أمره، وأراه من أشباله وأهليته ليوثا وبدورا يستقلون بأعباء المملكة، ويصلون جناحه في حماية الحوزة، ويرحم الله عبدا قال آمينا.
وهذا الكتاب مشتمل على مائة واثنين وستين بابا.