ولآخر بمدحه «1» :
قم بنا قبل غرّة الإصباح ... وقيام السّقاة بالأقداح
نتمشّى إلى النعيم الذي فيه صلاح الأجسام والأرواح
بيت ظرف تجول عيناك فيه ... بين بيض الطّلا وبيض الفقاح
وتلاقي الجسوم في خلع منه رقاق على الجسوم ملاح
فإذا ما صقلت جسمك فيه ... بأكف النعيم صقل الصّفاح
تتروّى من الصّبوح وتفتضّ نسيم الرياض قبل الصباح «2» وللمؤلف في المبهج:
وحمام له حرّ الجحيم ... ولكن شابه برد النّعيم
رأيت به ثوابا في عقاب ... وزرت به نعيما في جحيم
ولأبي طالب المأموني رحمه الله:
أحق بيت من بيوت الورى ... بصونه قدما وإيثاره
بيت إذا ما زاره زائر ... وقد قضى أعظم أوطاره
وهو إذا ما جاء مستنظفا ... مروءة الإنسان في داره
يدخله المولى بخز كما ... يدخله العبد بأطماره
وله «3» :
وبيت كأحشاء المحبّ دخلته ... وما لي ثياب فيه غير إهابي
أرى محرما فيه وليس بكعبة ... فما ساغ إلّا فيه خلع ثياب
بماء كدمع الصّب في حرّ قلبه ... إذا آذنت أحبابه بذهاب