ثم اتجر، فإن التاجر فاجر، إلا من أخذ الحق وأعطاه «1» .
ويروى أن إبليس لما استنظر فانظر قال: إلهي، أين بيتي؟
قال: الحمّام، قال: ما مصائدي؟ قال: النساء، قال: أين مجلسي؟ قال: السوق. وكان أبو الدرداء يقول: إياكم ومجالس الأسواق، فإنها تلغي وتلهي. وقال الحسن: الأسواق مصلحة للأموال، مفسدة للدين. وقيل: إياكم وجيران الأغنياء، وقراء الأسواق، وفقهاء الرساتيق. وقيل: ويلهم ما أغفلهم عما أعد لهم.
قال الشاعر:
إذا ما غضب السوقي ... فالحبة ترضيه
وقال آخر:
ما للتجار وللسخاء وإنما ... نبتت لحومهم على القيراط
وقال ابن الرومي:
ربّ أطلق يدي في كل شيخ ... ذي رياء بسمته وسكونه
تاجر فاجر جموع منوع ... يرهق الناس باقتضاء ديونه
وقال: كلوا مال التجار وسوقوهم إلى وقت، فإنهم لئام، وليس عليكم في ذلك إثم، فإن جميع ما جمعوا حرام. وقال عكرمة: أشهد على كل وزان كيال بالنار. وفي الخبر: «إياكم والأسواق «2» ، فإن الشيطان قد باض فيها وفرخ» . وقال بعض الأشراف لصديق له: لا تسلم ابنك في شيء من أنواع الكسب، فإنها تورث لا محالة لؤم