كلما فتشته عن علمه ... قال علمي يا خليلي في سفط
فإذا قلت له هات إذن ... حك لحييه جميعا وامتخط
وأنشد الجاحظ لمحمد بن يسير «1» :
إذ لو أعي كل ما أسمع ... وأحفظ من ذاك ما أجمع «2»
ولم أستفد غير ما قد جمعت لقيل هو العالم المصقع
ولكنّ نفسي إلى كلّ شيء ... من العلم تسمعه تنزع «3»
فلا أنا أحفظ ما قد جمعت ولا أنا من جمعه أشبع
ومن يك في علمه هكذا ... يكن دهره القهقرى يرجع «4»
إذا لم تكن حافظا واعيا ... فجمعك للكتب لا ينفع
ثم كان، قاتله الله، شديد الصبابة بالعلم، كثير الصيانة له.
وأنشد يونس النحوي:
استودع العلم قرطاسا فضيّعه ... وبئس مستودع العلم القراطيس
وللأستاذ الطبري رسالة في آفات الكتب نظمها بعض تلامذته فقال: