وبطبيب أعرابي، وبرومي هندي، وبفارسي يوناني، وبقديم مولد، وبميت ممتع.
ثم قال: ولولا ما وسمت لنا الأوائل في كتبها، وخلدت في عجائب حكمتها، ودونت من محاسن سيرها، وفتنت من بدائع أثرها، حتى شاهدنا ما غاب عنا، وفتحنا كل مستغلق علينا، فجمعنا إلى قليلنا كثيرهم، وأدركنا ما لم ندركه إلّا بهم.
ثم قال: ولولا الكتب المدونة، والأخبار المفننة لبطل أكثر العلم، ولغب سلطان النسيان سلطان الفهم «1» .
وقال مؤلف الكتاب: حدثني صديق لي قال: قرأت على شيخ كتابا فيه مآثر غطفان، فقال: ذهبت المكارم إلا من الدفاتر، قال:
وسمعت الحسن اللؤلؤي يقول: عبرت أربعين عاما ما قلت ولا بت إلا والكتاب موضوع على صدري. وقال المؤلف: وكثيرا ما أذكرني آكل الوجبة وأنا أنظر في كتاب جديد وقع إليّ ولا أصبر عنه إلى وقت فراغي من الأكل؛ وسمعت أبا نصر سهل بن المذمال يقول: كثيرا ما أفعل مثل ذلك، وكان يقول: إنفاق الفضة على كتب الآداب يخلف عليك ذهب الألباب.
وقال الحسن بن طباطبا العلوي في بعض الكتب: الكتب حصون العقلاء إليها يلجأون، وبساتينهم بها يتنزهون، وقال:
اجعل جليسك دفترا في نشر ... للميت من حكم العلوم نشور