الرسل، ويحترز به من شبهات المقالات وفساد التأويلات، وبه تدفع مضلات الأهواء والنحل، وتبطل تأويلات الأديان والملل، وينزه عن غباوة التقليد وغمة الترديد.
قيل: فالفلسفة؟ قال: أداة الضمائر، وآلة الخواطر، ونتائج العقل، وأدلة لمعرفة الأجناس والعناصر، وعلم الأعراض والجواهر، وعلل الأشخاص والصور، واختلاف الأخلاق والطبائع والسجايا والغرائز.
قيل: فالنجوم؟ قال: معرفة الأهلّة، ومقادير الأطلة، وسموت البلدان، وأقدام الزوال في كل وقت وزمان، وعلم ساعات الليل والنهار في الزمان والنقصان، وأمارات الغيوث والأمطار، وأوقات سلامة الزرع والثمار.
قيل: فالطب؟ قال: سائس الأبدان، والمنبه على طبائع الحيوان، وبه يكون حفظ الصحة ومرمة العلة، والوقوف على المنافع والمضار، والإبانة عن خبايا الأسرار، وعلم يضطر إليه الخاص والعام، ويفتقر إليه الناس والأنعام، لا يستغني عنه الصغير والكبير، ويحتاج إليه الحقير والخطير.
قيل: فالنحو؟ قال: يبسط من العي اللسان، ويجري من الحصر البيان، وبه يسلم من هجنة اللحن وتحريف القول، وهو آلة لصواب المنطق وتسديد كلام العرب.
قيل: فالحساب؟ قال: علم طبيعي لا خلاف عليه، واضطراري لا مطعن فيه، ثابت الدلالة، صائب المقالة، واضح البرهان، شديد البنيان، سالم من المناقضة، خال من المعارضة،