نام کتاب : الكامل في اللغة والأدب نویسنده : المبرد، محمد بن يزيد جلد : 3 صفحه : 96
ومن عجيب التشبيه في إفراط، غير أنه خرج من كلام جيد وعني به رجل جليل، فخرج من باب الاحتمال إلى باب الاستحسان، ثم جعل لجودة ألفاظه وحسن رصفه، واستواء نظمه، في غاية ما يستحسن قول النابغة يعني حصن بن حذيفة بن بدر بن عمرو الفزاري:
يقولون حصن ثم تأبى نفوسهم ... وكيف بحصن والجبال جنوح1
ولم تلفظ الموتى القبور ولم تزل ... نجوم السماء والأديم صحيح
فعما قليل ثم جاء نعيه ... فظل ندي الحي وهو ينوح
ومن تشبيههم المتجاوز الجيد النظم ما قد[2] ذكرناه، وهو قول أبي الطمحان القيني:
أضاءت لهم أحسابهم ووجوههم ... دجى الليل حتى نظم الجزع ثاقبه3
ويروى عن الأصمعي أنه رأى رجلاً يختال في أزير[4] في يوم قر في مشيته. فقال له: ممن أنت يا مقرور? فقال: أنا ابن الوحيد، أمشي الخيزلى[5]، ويدفئني حسبي.
وقيل لآخر في هذه الحال: أما يوجعك البرد? فقال: بلى والله، ولكن أذكر حسبي فأدفأ.
وأصوب منهما قول العريان الذي سئل في يوم قر عما يجد، فقال: ما علي منه كبير مؤونة[6]. فقيل: وكيف ذلك[7] ? فقال: دام بي العري، فاعتاد بدني ما تعتاده وجوهكم!
1 جنوح: مصدر جنح إليه, إذا مال وسكن. [2] ساقطة س ر.
3 الجزع: ضرب من الخرر, وقيل: هو الخرز اليملني, الذي فيه بياض وسواد, تشبهبه الأعين. [4] الأزير: تصغير إزار, قال المرصفي: يريد أنه يختال في إزار قصير. [5] الخيزلي: مشيه فيها تبختر وتثاقل وتراجع وتفكك. [6] ر: "وقيل". [7] ساقطة من ر.
نام کتاب : الكامل في اللغة والأدب نویسنده : المبرد، محمد بن يزيد جلد : 3 صفحه : 96