نام کتاب : الكامل في اللغة والأدب نویسنده : المبرد، محمد بن يزيد جلد : 3 صفحه : 32
بيضاء في دعج، صفراء في نعج ... كأنها فضة قد مسها ذهب1
وفيها من التشبيه المصيب قوله2:
تشكو الخشاش ومجرى النسعتين كما ... أن المريض إلى عاده الوصب3
والخشاش[4]: ما كان في عظم الأنف، وما كان في المارن فهو برة، يقال: أبريت الناقة، فهي مبراة، قال الشماخ - وهذا من التشبيه العجيب:
فقربت مبراة تخال ضلوعها ... من الماسخيات القسي المؤطرا 5
وماسخة، من نصر[6] بن الأزد، وإليهم تنسب[7] القسي الماسخية. وأحسن ما قيل في صفة الضلوع واشتباكها قول الراعي:
وكأنما انتطحت على أثباجها ... فدر بشابة قد يممن وعولا8
الفادر: المسن من الوعل.
وذو الرمة أخذ ذلك من المثقب العبدي، قال المثقب9:
إذا ما قمت أرحلها بليل ... تأوه آهة الرجل الحزين
ومن التشبيه المستحسن قول علقمة بن عبدة:
كأن إبريقهم ظبي على شرف ... مفدم بسبا الكتان ملثوم10
فهذا حسن جداً.
وقال أبو الهندي، وهو عبد المؤمن بن عبد القدوس بن شبث بن ربعي الرياحي، من بني رياح بن يربوع. وكان شبث سيد بني يربوع بالكوفة:
مفدمة قزا كأن رقابها ... رقاب بنات الماء أفزعها الرعد
1 الدعج: سواد العين. والنعج: البياض الخالص. ورواية الديوان 5: "كحلاء فى برج", والبرج: سعة فى بياض العين.
2 ساقطة من ر.
3 النسعة والنسع: سير مضفور يجعل زماما للبعير وغيره, وأن من الأنين. [4] ر: "الخشاش" بحذف الواو.
5 أصل الإطر: عطف الشئ تقبض على أحد طرفيه فتعوجه. وفى ر: "الموترا", والموتر: المشدود. [6] ر: "نصر من الأزد". [7] ر: "نسبت".
8 الأثباج: جمع ثبج, وهو معظم الظهلر. وفيه محانى الضلوع. وشابة: جبل بعينه. يممن: قصدن, وخفف في البيت للشعر.
9 ر: "أخذ ذلك المعنى من قول المثقب العبدي".
10 الشرف: ما ارتفع من الأرض وأشرف على ما حوله. مفدم: مغطى بالفدام, وهو من وصف الإبريق. وسب الكتان, يريدسبائب الكتان, والسبائب: جمع سبيبة, وهي شقة بيضاء. ملثوم, من اللثام, وهو ما يوضع على الفم, واستعاره للإبريق.
نام کتاب : الكامل في اللغة والأدب نویسنده : المبرد، محمد بن يزيد جلد : 3 صفحه : 32