نام کتاب : الكامل في اللغة والأدب نویسنده : المبرد، محمد بن يزيد جلد : 1 صفحه : 100
الفرزدق في سجن مالك بن المنذر بن الجارود
ودخل لبطة بن الفرزدق على أبيه وهو محبوس في سجن مالك بن المنذر ابن الجارود[1]، ومالك عاملٌ على البصرة لخالد بن عبد الله القسري، فقال: يا أبت، هذا عمر بن يزيد الأسيدي، ضرب آنفاً ألف سوطٍ فمات فشد على حمار: فقال الفرزدق: كأنك والله يابني بمثل هذا الحديث قد تحدث به عن أبيك-والحسن[2] إذ ذاك عند محبوس له-فقال: يا أبا فراس: ما عندك إن كان ذلك? فقال: والله يا أبا سعيد، الله أحب إلي من سمعي وبصري، ومن مالي وولدي، ومن أهلي وعشيرتي، أفتراه يخذلني! فقال الحسن: لا. [1] حاشية الأصل: "كان السبب في سجن الفرزدق أنه كان قد هجا خالد بن عبد الله القسرى، فكتب خالد إلى ماك بن المنذر يأمره بحبسه، فأمر مالك أيوب بن عيسى الضبى فأتاه به، فأمر به إلى السجن، ففي ذلك يقول الفرزدق يهجو أيوب بن عيسى:
فلو كنت قيسيا إذا ما ماحبستنى ... ولكن زنجيا غليظا مشافره
متت له بالرحم بينى وبينه ... فألفيته منى بعيداً او اصره [2] هو الحسن البصرى.
الفرزدق حين قتل عمر بن يزيد الأسيدي
وكان عمر بن يزيد الأسيدي شريفاً، حدثني التوزي عن أبي عبيدة قال: كان رجل أهل البصرة عمر بن يزيد الأسيدي، ورجل أهل الشام عمر بن هبيرة الفزازي، ورجل أهل الكوفة بلال بن أبي بردة بن أبي موسى الأشعري، فقيل ذلك لعمر بن عبد العزيز: فقال أجل، لولا خب[1] في بلالٍ فقال، بلالٌ لما بلغه ذلك: "رمتني بدائها وانسلت". وقتله مالك[2] بن المنذر تعصباً فيما تذكره المضرية. فلما دخل بمالك على هشام أقبل على أصحابه، فقال، أما رأيتم عمر بن يزيد: أما إني ما تمنيت أن تكون أمي ولدت رجلاً من العرب غير. ثم قال لمالك: قتلت والله خيراً منك حسباً، ونسباً، وريشاً[3]، وعقباً! فقال: وكيف يا أمير المؤمنين! ألست ابن المنذر بن الجارود، وابن مالك بن مسمع! وكان جده أبا أمه وجعل عمر والسياط تأخذه ينادي: يا هشاماه! ففي ذلك يقول الفرزدق:
ألم يك مقتل العبدي ظلماً ... أبا حفصٍ من الكبر العظام
قتيل جماعةٍ في غير حق ... يقطع وهو يدعو: يا هشام! [1] الخب: الخداع والمكر. [2] أى قتل مالك عمر بن يزيد الأسيدي. [3] الريش: اللباس والزينة. وفي ر، س: "ودينا".
نام کتاب : الكامل في اللغة والأدب نویسنده : المبرد، محمد بن يزيد جلد : 1 صفحه : 100