responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفن ومذاهبه في النثر العربي نویسنده : شوقي ضيف    جلد : 1  صفحه : 319
الثامن للهجرة أن "أصول علم الأدب وأركانه أربعة دواوين، وهي أدب الكاتب لابن قتيبة، وكتاب الكامل للمبرد، وكتاب البيان والتبيين للجاحظ، وكتاب النوادر لأبي علي القالي البغدادي"[1]، وإن الإنسان ليخيل إليه كأنما أحست قوافل العرب في الأندلس، أنها افتقدت حياتها وأصولها جميعًا في أثناء سفرها من المشرق، فرجعت تستعيد هذه الحياة من شعره ونثره، وساع على ذلك كثرة الرحلات العلمية من الأندلس إلى المشرق وبالعكس، كما ساعد عليه رحلتهم السنوية إلى مكة والمدينة للحج، وكل ذلك جعل الأندلس تندمج في الكتلة العربية، إذ كانت طوابع الحياة الأدبية فيها، من الوجهة العامة، هي نفس طوابع المشرق، وإن ظهر اختلاف ففي الفروع لا في الأصول، فإن الأصول كانت أقوى، وأعمق من أن تتأثر بالفوارق الإقليمية.

[1] مقدمة ابن خلدون "طبع المطبعة البهية" ص408.
3- النثر الأندلسي:
رأينا الأندلس تندفع نحو تقليد المشرق في عمله وأدبه، وكان هذا الاندفاع طابع الأقاليم العربية عامة، فهي جميعًا تتجه نحو الأم، نحو بغداد، تتغذى منها، وتستمد صفاتها وخصائصها، ومهما غربت وأبعدت عن بغداد، فالخصائص الكبرى للأدب العربي في كل إقليم من أقاليمه واحدة، وكأنما اللغة العربية لا تعرف الاعتداد بالمكان، ولا تعتد به بل قل هي تعرفه، وتعتد به، ولكنها لا تقيم وزنًا كبيرًا لهذه المعرفة، ولا لهذا الاعتداد، بل إنها لتقسوا على الأقاليم التي تدخلها، فإذا أبناؤها لا يتصلون به إلا اتصالا بعيدًا، أما اتصالهم القريب، فإنما هو بالنماذج الأدبية الممتازة، التي اصطنعتها العربية لنفسها في بغداد
نام کتاب : الفن ومذاهبه في النثر العربي نویسنده : شوقي ضيف    جلد : 1  صفحه : 319
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست