responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفن ومذاهبه في النثر العربي نویسنده : شوقي ضيف    جلد : 1  صفحه : 109
أهلها عند قحوط المطر، حتى أرسل الله بالقبول[1] يوم الجمعة، فأثارت زبرجا[2] متقطعا متمصرا[3]، ثم أعقبته الشمال[4] يوم السبت، فطحطحت[5] عنه جهامه[6]. وألفت متقطعة، وجمعت متمصره، حتى انتضد[7]، فاستوى، وطما وطحا[8]، وكان[9] جونا[10] مرثعنا[11] قريبا رواعده، ثم عادت عوائده بوابل منهمل منسجل[12]، يردف[13] بعضه بعضًا، كلما أردف شؤبوت أردفته شآبيب[14] بشدة وقعة في العراض[15]. وكتبت إلى أمير المؤمنين، وهي ترمي بمثل قطع القطن، قد ملأ اليباب[16]، وسد الشعاب[17]، وسقى منها كل ساق، فالحمد لله أنزل غيثه، ونشر رحمته من بعدها قنطوا[18]، وهو الولي الحميد. والسلام".
وواضح أن هذه الرسالة ليست مسجوعة، ولكنها مع ذلك قد أحكمت صنعتها، سواء من حيث اختيار ألفاظها، والذهاب بها مذهب الغريب المقبول، أو من حيث دقتها في تصوير الجذب ثم نزول الغيث، وهو تصوير لا شك قد فكر فيه الحجاج طويلا، قبل أن يحكمه ويضبط التشبيهات، والاستعارات التي تمثله. وكأن شاعر يجمع أشتات خياله، ليؤلف هذه اللوحة البديعة.
ولم تبلغ صنعة الرسائل هذا المبلغ من الإتقان عند الحجاج وحده، فقد كان يشركه في ذلك معاصروه من الولاة والقواد وكتابهما، بل من الخلفاء

[1] القبول: الريح الشرقية.
[2] الزبرج: السحاب الرقيق الخفيف.
[3] متمصرا: متقطعًا.
[4] الشمال: الريح الشمالية.
[5] طحطحت: فرقت وبددت.
[6] الجهام: السحاب لا ماء فيه.
[7] انتضد: تراكمت طبقاته بعضها فوق بعض.
[8] طما: امتلأ وزخر، وطحا: انبسط وملأ الجو.
[9] كان هنا بمعنى صار.
[10] الجون: الأسود.
[11] مرثعنا: مسترسلا سائلا.
[12] منسجل: منصب.
[13] يردف: يتبع.
[14] الشآبيب: جمع شؤبوب، وهو الدفعة من المطر.
[15] العراض: جمع عرض بضم العين، وهو الناحية.
[16] اليباب: الخالي الذي لا شيء فيه.
[17] الشعاب: المسالك والسبل.
[18] قنطوا: يئسوا.
نام کتاب : الفن ومذاهبه في النثر العربي نویسنده : شوقي ضيف    جلد : 1  صفحه : 109
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست