نام کتاب : الفن ومذاهبه في الشعر العربي نویسنده : شوقي ضيف جلد : 1 صفحه : 98
مولاك أكرم من تميم كلها ... أهل الفعال[1] ومن قريش الْمَشْعَرِ
فارجع إلى مولاك غير مدافع ... سبحان مولاك الأجلِّ الأكبر
ويفخر بقومه فخرًا عنيفًا، ويحاول الغض من العرب بكل ما وسعه، ومما يصور عنف ذلك عنده قصيدته2:
هل من رسول مخبر ... عني جميع العرب
بأنني ذو حسب ... عالي على ذي حسب
جدي الذي أسمو به ... كسرى، وساسان أبي
وقيصر خالي إذا ... عددت يومًا نسبي
ومضى يتحدث عن أجداده من الفرس وأخواله من الروم وأنهم كانوا ملوكًا متوجين يتحلون بالجواهر ويلبسون الفراء الثمينة، وذكروا ما كانوا يضربونه حولهم من الحجابة، وكيف كان الوصفاء يسعون بين أيديهم بصحاف الذهب وأوانيه. وافتخر بأن الدولة العباسية قامت على حرابهم، وعدَّد كثيرًا من مظاهر الخشونة عند العرب، وهي شعوبية جامحة دفعته دفعًا إلى أن يهجو العرب بقصيدة أخرى أكثر مرارة[3]. ويُرْوَى أنه دخل على المهدي وقد عرف ثورته على العرب وشعوبيته فقال له: فيمن تعتد يا بشار؟ فرد عليه: أما اللسان والزي فعربيان وأما الأصل فعجمي كما قلت في شعري يا أمير المؤمنين:
ونبئت قومًا بهم جِنَّةٌ ... يقولون من ذا وكنت العَلَم
ألا أيها السائلي جاهدًا ... ليعرفني أنا أنف الكرم
نمتْ في الكرام بنو عامر ... فروعي وأصلي قريش العجم
وسأله المهدي: فمن أي العجم أصلك؟ فقال: من أكثرها في الفرسان، وأشدها على الأقران، أهل طخارستان[4]. ولا يغضب المهدي ولا يثور على [1] الفعال: الفعل الجميل من الكرم ونحوه.
2 الديوان 1/ 377. [3] انظر الديوان 3/ 299. [4] أغاني "طبع دار الكتب" 3/ 138.
نام کتاب : الفن ومذاهبه في الشعر العربي نویسنده : شوقي ضيف جلد : 1 صفحه : 98