responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفن ومذاهبه في الشعر العربي نویسنده : شوقي ضيف    جلد : 1  صفحه : 471
وانظر إلى تميم بن المعز يقول في النيل1:
يومٌ لنا بالنيلِ مختصرٌ ... ولكل يوم مسرَّة قصرُ
والسُّفنُ تجري كالخيولِ بنا ... صعدًا وجيشُ الماءِ منحدرُ
وكأنَّما أمواجُهُ عُكَنٌ ... وكأنما داراته سرَرُ2
ويصف ابن قلاقس[3] آخر شعراء هذا العصر مغرب الشمس: هذا المنظر الذي تشتهر به مصر، فيقول وقد رآها تغرب في عين النيل:
انظرْ إلى الشمسِ فوق النيلِ غاربةً ... واعجب لما بعدها من حُمْرةِ الشَّفقِ
غابت وأبدت شعاعًا منه يخلُفُهَا ... كأنها احترقت بالماءِ في الغرقِ
وتعلق الشعراء بوصف الزهور والزروع التي تحف بالنيل، ومن أشهرهم في ذلك ابن وكيع التنيسي[4] المتوفى عام 393 للهجرة. كقوله في وصف الأزهار 5:
من نرجسٍ أبيضَ كالثغورِ ... كأنه مخانقُ الكافورِ6
وروضةٍ تزهرُ من بنَفسجٍ ... كأنها أرضٌ من الفيروزجِ
يضحكُ منها زهر الشقيقِ ... كأنَّهُ مداهن العقيقِ
وارم بعينيك إلى البَهَارِ ... فإنه من أحسن الأزهارِ
كأنه مداهنٌ من عسْجَدِ ... قد سُمِّرت في قضبِ الزَّبرجدِ
وتبعه الشعراء يتغنون بهذه الأزهار والأنوار، وأضافوا إليها نغم

1 انظر ترجمة تميم في: ابن خلكان واليتيمة والحلة السيراء لابن الأبار "طبعة أوربا" ص291. وله ترجمة مستفيضة في مسالك الأبصار "انظر القسم الثاني من نسخة مخطوطة بدار الكتب مأخوذة عن نسخة فوتوغرافية بها ص2180". وقد قال صاحب المسالك أنه يقلد في شعره ابن المعتز على إسفاف وركاكة فيه وقد تشبث مثله بوصف الزهر والخمر والغزل.
2 العكن: جمع عكنة، وهي ما تثنى من طيات البطن سمنًا.
[3] آخر شعراء العصر الفاطمي إذ توفي عام 567هـ، وديوانه مطبوع، وشعره يمتلئ بالجناس وضروب التصنع والتكلف.
[4] أكبر شعراء مصر في القرن الرابع. ترجم له صاحب اليتيمة وكذلك صاحب المسالك في القسم الثاني عشر من النسخة السابقة، وقد قال: إن له كتابًا اسمه "المنصف" رد فيه شعر المتنبي إلى أصوله ومصادره من الشعر القديم، فهو شاعر ناقد عالم، وشعره كله خمر وزهر وغلمان.
5 يتيمة 1/ 327.
6 مخانق: جمع مخنقة، وهي القلادة.
نام کتاب : الفن ومذاهبه في الشعر العربي نویسنده : شوقي ضيف    جلد : 1  صفحه : 471
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست