نام کتاب : الفن ومذاهبه في الشعر العربي نویسنده : شوقي ضيف جلد : 1 صفحه : 456
الفصل الثاني: مصر والمذاهب الفنية
مصر
...
الفصل الثاني: مصرُ والمذاهبُ الفنيةُ
ديارُ مصرَ هي الدنيا وساكنها ... هم الأنامُ فقابلها بتفضيلِ
يا من يباهي ببغداد ودجلتها ... مصر مقدمةٌ والشرحُ للنِّيلِ
زين الدِّين الوردي
1- مِصْرُ:
مصر -كما وصفها هيرودوت- هبة النيل، وقد مثَّلت أقدم دور في قصة المدنية الإنسانية، فعنها تلقت الأمم القديمة من فينيقيين وبابليين ويونانيين هذه القصة في أروع صورة لها، ثم حاولت أن تحاكيها، وأن تحتذي على مثالها. وقد ذكرها القرآن الكريم في ثمانية وعشرين موضعا[1]، ووصفها بأنها: {جَنّاتٍ وَعُيُونٍ، وَزُرُوعٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ} . وحقًّا كانت الجنات والعيون والزروع تمتد على حافتي النيل من أسوان إلى شواطئ البحر المتوسط. وراع جمالها العرب حين فتحوها، فلقبوها فردوس الدنيا[2] وعبروا عن هذه الروعة أجمل تعبير في الكتاب الذي يزعم الرواة أن عمرو بن العاص أرسله إلى عمر[3]، وفيه يقول:
"مصر قرية غبراء وشجرة خضراء، طولها شهر، وعرضها عشر، يكنفها جبل أغبر، ورمل أعفر، يخط وسطها نيل مبارك الغدوات، ميمون الروحات، تجري فيه الزيادة والنقصان، له أوان يدر حلابه، ويكثر فيه ذبابه، تمدّه عيون الأرض وينابيعها حتى إذا اصلخمَّ عجاجه، وتعظمت أمواجه، فاض على جانبيه، فلم يمكن التخلص من القرى بعضها إلى بعض إلا [1] حسن المحاضرة: للسيوطي "طبع مطبعة الموسوعات بمصر" 1/ 2 [2] نفس المصدر 1/ 8. [3] النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة "طبع دار الكتب" 1/ 32.
نام کتاب : الفن ومذاهبه في الشعر العربي نویسنده : شوقي ضيف جلد : 1 صفحه : 456