نام کتاب : الفن ومذاهبه في الشعر العربي نویسنده : شوقي ضيف جلد : 1 صفحه : 227
خذها مثقفةَ القوافي، ربها ... لسوابغ النَّعماء غير كنودِ1
حذَّاء تملأ كلَّ أذن حكمةً ... وبلاغةً وتُدِرُّ كل وريد2ِ
كالدر والمرجان ألِّف نظمُهُ ... بالشَّذر في عنق الكعاب الرُّود3
كشقيقة البرد المنمنم وَشْيُهُ ... في أرض مهرة أو بلاد تزيد4
فأشعاره كالقلائد يصوغها الصائغ الحاذق؛ ففي كل شق منها درٌّ ومرجان وشذور من الذهب، بل هي كبرود أرض مهرة وتزيد، التي نمنمها الوشي ونَمَّقها النقش.
1 مثقفة: مقومة، كَنُود: ناكر للمعروف.
2 حذاء: سريعة السير والذيوع، وإدرار الوريد: كناية عن الذبح، يقول: إنها تقتل من يحسدها.
3 الشذر: قطع الذهب التي تستدير حول الأحجار الكريمة في العقد. الرود: الناعمة.
4 شقيقة البرد: ما يشق ويفصل من الثياب، والبرد: الثوب، والمنمنم: المنمق، وأرض مهرة في جنوبي جزيرة العرب يصنع بها العصب، وبنو تزيد من قضاعة، وإليهم تنسب البرود التزيدية.
3- استخدامُ أبي تمامٍ لألوانِ التصنيعِ القديمةِ:
كان أبو تمام يستخدم في صناعة هذا النسيج المنمق وشي التصنيع القديم الذي قابلنا عند مسلم، ونقصد تلك الألوان من المحسنات التي تسمى بالطباق والجناس والمشاكلة والتصوير، والتي يقوم في نفوس كثير من الناس أنها كل ما كان يعتمد عليه الشاعر العباسي من وشي في تطريز شعره وتنميقه، وسنرى أبا تمام يضيف إليها وشيًا آخر من الثقافة والفلسفة، لعله أروع من هذا الوشي المعروف؛ على أنه يحسن بنا أن نتساءل هل كان أبو تمام يستخدم الوشي القديم بنفس الصورة التي تركها مسلم، أم هو حرَّف فيه وعدَّل في كثير من جوانبه؟ ولعل أول ما يلاحظ على أبي تمام في هذا الجانب أنه كان يتفوق على أستاذه في الإكثار من هذا الوشي وألوانه، ولاحظ ذلك القدماء، يقول الباقلاني:
نام کتاب : الفن ومذاهبه في الشعر العربي نویسنده : شوقي ضيف جلد : 1 صفحه : 227