responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفن ومذاهبه في الشعر العربي نویسنده : شوقي ضيف    جلد : 1  صفحه : 118
ولغتهما اليومية[1]، ويقول: إن هذا التأثير نفذ إلى سكان المدينة في الحجاز[2] ونحن لا ننسى الأجيال العربية الأخيرة في عصر بني أمية؛ فقد كان كثير منهم من أبناء الجواري الأجنبيات، وكانوا يتأثرون بأمهاتهم في نطقهم لبعض الحروف[3] وأيضًا فإنه بمضي الزمن أخذ كثير من العرب ينشأ في المدن، منبتّ الصلة بالبادية، فضعفت السلائق اللغوية وأخذ يظهر اللحن بين فصحائهم؛ بل إننا نجد بعض من نشئوا في البادية يلحنون مع ما عرفوا به من فصاحة مثل الحجاج[4]، ولعل ذلك ما جعل خلفاء بني أمية يحرصون على تأديب أبنائهم، حتى لا يلحنوا في خطابتهم[5].
وإذا أخذنا ننظر في الشعراء الذين اشتهروا في البصرة والكوفة لعهد بني أمية وجدنا كل هذه الظواهر التي قدمناها بارزة في أخبارهم؛ فهذا يزيد بن مفرِّغ الذي عاصر زياد بن أبيه وابنه عبيد الله يحشو شعره بالألفاظ الفارسية[6]، وكان ينسب نفسه في حمير؛ غير أننا نظن ظنًّا أنه كان فارسيًّا، وظهر من بعده شاعر فارسي لا شك في فارسيته هو زياد الأعجم، كان جزل الشعر فصيح الألفاظ[7]، ومع ذلك كان يجد صعوبة في تكييف مخارج الحروف التي تخالف حروف لغته، فكان يبدل العين همزة والحاء هاء ويجعل السين شينًا والطاء تاء[8] وينشد في قوله في المهلب بن أبي صفرة أو ابنه يزيد9:
فتى زاده السلطان في الودِّ رفعةً ... إذا غيَّر السلطانُ كلَّ خليل

[1] البيان والتبيين 1/ 20 وما بعدها.
[2] نفس المصدر 1/ 18 وما بعدها.
[3] انظر البيان والتبيين 1/ 72، 2/ 210، وما بعدها حيث يروى أن عبيد الله بن زياد ابن أبيه كان يبدل الحاء هاء والقاف كافًا، ويعلل لذلك بأنه نشأ في حجر بعض العجم.
[4] طبقات فحول الشعراء لابن سلام "طبعة دار المعارف" ص13، والبيان والتبيين 2/ 218.
[5] عيون الأخبار 2/ 158، 167، وانظر البيان والتبيين وما يرويه من لحن الوليد بن عبد الملك 2/ 204 وما بعدها.
[6] البيان والتبيين 1/ 143.
[7] أغاني "طبعة الساسي" 14/ 99.
[8] أغاني 14/ 99، والبيان والتبيين 1/ 71، والكامل للمبرد "طبعة رايت" ص366.
9 في الحيوان 7/ 151: أن البيت من قصيدة في يزيد، وفي الكامل ص366 أنه في المهلب أبيه.
نام کتاب : الفن ومذاهبه في الشعر العربي نویسنده : شوقي ضيف    جلد : 1  صفحه : 118
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست