نام کتاب : الفصول والغايات نویسنده : المعري، أبو العلاء جلد : 1 صفحه : 42
رجع: رب وألبسنى من عفوك جلالاً، مرفلاً يوم القيامة مذالاً، أختال بين عبادك فيه، كسابغ الكامل وأخيه، مخلداً في العيش الرفيغ، تاماً ألحق بتسبيغٍ، كرابع الرمل، مراحاً ليس بالمستعمل، ولا تنهك رب عملي فيصبح كخامس الرجز، قل حتى ذل وعجز. أشكرك بغير تشعيثٍ، فعل اليشكرى بالوزن الحثيث، وإن عنترة هينم، فقال: " هل غادر الشعراء من مترنمٍ "، وإنى سائلك هل أبقت السيئات عندك موضعاً للحسنات. غاية.
تفسير: في الكامل ضرب يقال له المرفل وهو السادس، مثل قول الحطيئة:
ولقد سبقتهم إلى ... فلم نزعت وأنت آخر
وتر فيله أنه زيد على الجزء الرابع منه وهو ضربه حرفان من الجزء الذي يليه فصار " متفاعلاتن ". وبعده الضرب السابع وهو المذال زيد عليه حرف ساكن فصار " متفاعلان "، مثل قوله:
جدث يكون مقامه ... أبداً بمختلف الرياح
والرفيغ من العيش: مثل رافغٍ وهو الواسع. والتام: الذي لم ينقص منه شئ. والتسبيغ: زيادة حرف في رابع الرمل فيحول الجزء من فاعلاتن إلى " فاعلاتان " مثل قوله:
يا خليلى أربعا وإس ... تخبرا ربعاً بعسفان
ويقال إن هذا الوزن لم تستعمله العرب وإن هذا البيت من وضع الخليل، وليس كغيره من الأوزان القصار التي استعملها المحدثون لأنه مفقود في سعرهم.
والمنهوك: خامس الرجز؛ سمى بذلك لأنه سقطت منه أربعة أجزاء وبقى على جزءين مثل قوله:
يا ليتنى ... فيها جذع
وإنما يجئ في شذوذٍ من الشعر ولم تسمع فيه أرجوزة طويلة من المتقدمين؛ لأنه لا يبلغ القائل غرضه من أجل قصره. وزعم بعض الناس أنه لا يحسب شعراً، وأحتجوا بأن النبى صلى الله عليه قال:
أنا النب ... ئ لا كذب
أنا ابن عب ... د المطلب
وقال قوم: الرجز كله ليس بشعرٍ.
والتشعيث: سقوط حرف من الضرب الأول من الخفيف وذلك أنه " فاعلاتن " فيحول إلى " مفعولن " مثل قول الحارث ابن حلزة البشكري:
بعد عهدٍ لها ببرقة شما ... ء فأدني ديارها الخلصاء
واختلفوا في الحرف الساقط فيروى عن الخليل انه ... العيال ويقال أيضاً لفراخ النعام حشكل.
رجع: فبات بالعراء عرصاً، في طلب مأوى محترصاً، وعاد بالريحان خرضاً، فلما رأى بياض الفجر رفع له رب نعمةٍ، با كره بعظيم النقمة، معه أكلب لأمثاله تلتمس وتطلب، ذوات ربقٍ من القد ومن الأبق، فلما رآهن إجتهد في الهرب وأتبعنه مجتهداتٍ. غاية.
تفسير: العرص: مثل النشيط. ومحترص: مثل الحريص. يقال حرص وأحترص مثل جهدوإجتهد. والريحان ها هنا: السحر. والخرص: الجائع يجد البرد. الربق: جمع ربقةٍ وهي ما يشد في العنق. الأبق: القنب.
رجع: فراغ وأبعد، وغور وأنجد، فأراد الله سلامته فأراه غاراً ذا دحالٍ فولج بعضهن، وجاء صاحب الضراء فلم يكن للضاري مولج في الدحل المدخول، فبهش ربه بيده فصادف أم العثمان، فسقته قرى حماتٍ. غاية.
تفسير: الدحال: جمع دحلٍ، وقيل هو الثقب في ناحية البئر وقيل: الدحل حفرة في الأرض يضيق أعلاها ويتسع أسفلها. وبهش بيده إلى كذا وكذا: إذا مدها ليتناوله؛ قال الشاعر:
أرأيت إن بهشت إليك يدى ... بمهندٍ يهتز في العظم
هل ينفعنك إن هممت به ... حياك من نهدٍ ومن جرم
وأم العثمان: الحية، ويقال لولدها العثمان. وقرى حماتٍ: يقال قرت الحية السم إذا جمعته في رأسها. والحمة: فوعة السم أي حدته.
رجع: فلما إنصرف موسد الملقدات، قال ثعالة: ما تأمرين يا فجار، والله المتكفل بجزاء المجير؟ قالت: أعلمت أم علمت؟ أظنك سالماً لا سلمت؛ أخيرك إحدى خلتين: إن شئت أن تكون ضيفاً تنصرف ولا عهد بيني وبينك، وإن شئت أن أصانعك على أن تحمل إلى كل شهرٍ عصفوراً، وتعيش سالماً موفوراً، ولن يكون سعيك عندي مكفوراً، أغيثك عند شدتك والله المغيث. فاختار العهد فحالفها على ذلك، والله رب المتعاهدات. غاية.
فلما رأى محل الدين كأنه فسيط الأظفور، إهتبل غرة نغرٍ فحمله إلى الغار. فقالت ربته " أنجز حر ما وعد " و " نعم الخلة الوفاء ".
فلما أدبر قالت: " لم أر كالليلة قفا وافٍ " كرمت جارنا بالسيرات غاية.
تفسير: كرمت: على معنى التعجب؛ أي ما أكرمك! والسيرات: مثل السبروت، وهو العفر من الأرض الذي لا شئ فيه.
نام کتاب : الفصول والغايات نویسنده : المعري، أبو العلاء جلد : 1 صفحه : 42