نام کتاب : الفصول والغايات نویسنده : المعري، أبو العلاء جلد : 1 صفحه : 122
رجع: أيتها النفس المجهشة مهلاً، قرب مماتك فلا تقولى كلا، بليت وحسرتك لا تبلى، مبتدعك مقتدر على أن يجعل زحل كراباً يتبع خائرةً عجلى، والمريخ ماهناً يطعم الإرة حطباً جزلاً. والمشتري سائماً يقول ما أرخص وأغلى، والشمس في قلادة كعابٍ تجلى، والزهرة زهرة تعلو بقلاً، وعطارداً كاتب تاجرٍ ينظر ما قال وأملى، والقمر بياضاً يستبطن يداً أو رجلاً، والشرطين رونى حمل يرتعى خلىً، والبطين محتوياً على كبدٍ وكلى، والثريا منيرةً في بعض الحنادس منزلاً، وحادى النجم راعياً يتبع قلاصاً عجلاً، والهقعة دائرةً في طرفٍ عاطلاً أو محجلاً، والهنعة تركب عنقاً مدللاً، والذراع يطبخ فيسمى منتشلاً، والطرف عينى أسدٍ تزران إذا رأى سفراً مليلاً، والنثرة والجةً في أنفٍ يقدم وجهاً مسهلاً، والزبرة تعلو كتداً لليثٍ يسكن دغلاً، والجبهة خيلاً كراماً أوجبهة ضرغام لا يحذر محتلباً، يقتنص في غابه ظليماً أو وعلاً، والصرفة خرزة تغدو بها المرأة طالبة أملاً، والعواء ضروة تتبع فرقاً مهملاً، والسماك الأعزل راجلاً يشتكى عزلاً، والرامح فارساً يخضب قناته قتلاً، والغفر نمطاً تودعه الظعنية حلللاً، والزباني على شوشب سلاحاً لا يرهب فلا، والإكليل للفرضخ مجللاً، والشولة معها نصلاً، والقلب بين جوانح يوجد مشتملاً، أو بين سعفٍ نفي عنه المشذب هملاً، والنعائم على قليبٍ يوجد مظلاً، والبلدة في نحر ظل مقبلاً، وسعداً الذا بح مقتر ايذ بح حملاً، وسعد بلع طاعماً يلتهم أكلاً، وثالثهما سعد بن ضبيعة قائلاً مرتجلاً، وسعد الأخبية سعد بن زيدٍ نازلاً مرتحلاً، والفرغين يكتفيان غرباً سحبلاً، والرشاء مرساً في يد مهيفٍ ينضح بالماء غلللاً من حول ولقاح. غاية.
تفسير: المجهشة: من قولهم: أجهشت النفس إذا تهيأت للبكاء؛ يقال: جهشت وأجهشت؛ وفي الحديث فجهشنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم عند فقد الماء. والكراب الذي يحرث. والخائرة: البقرة؛ لأنها تخور، والماهن: الخادم. والإرة: حفرة توقد فيها النار؛ وربما سميت النار إرة. والسائم: من سام البضاعة عند الشراء. والشمس. ضرب من الحلى. والمعنى: أن الله تعالى لوشاء جعل هذه الشمس الطالعة شمساً في القلادة؛ يقال: جيد شامس إذا كانت فيه شمس الحلى؛ وقال قوم: شمس الحلى تذكر؛ والصواب تأنيثها، لأنها مشبهة بهذه الشمس؛ وأنشد يعقوب في كتاب المعاني - وبعض الناس ينسبه إلى ذي الرمة وليس في ديوانه -:
رمتني مي بالهوى رمي ممضغٍ ... من الصيد لوطٍ لم تخنه الأوالس
وعينان بحلاوان لم يجر فيهما ... ضمان وجيد قلد الشذر شامس
أي فيه شمس الحلي. وممضغ من الصيد أي يرزقه الله تعالى لحم الصيد فيمضغه، كما يقال: فلان مطعم من الصيد. ولوطٍ أي ذي لوطٍ، نعته بالمصدر كأنه يلصق بالأرض ليخفي نفسه من الوحش؛ ومنه: مالاط بصفرى من شئ. والأوالس: من قولهم في عقله ألس أي خفه. ورفع عينين على معنى ورمتنى عينان. والضمان ها هنا: المرض، وأكثر ما يستعمل في الزمانة؛ وأنشد لبعض العور من العرب، وهو ينسب إلى يزيد بن الطثرية:
بكيت بعينٍ لم يصبها ضمانة ... وأخرى رماها صائب الحدثان
عذرتك يا عيني الصحيحة في البكى ... فما لك ياعوراء والهملان
وهذا البيت الثاني يروى لطهمان بن عمرو الكلابي. والمنجمون يزعمون أن الشرط قرن الحمل. والمعنى: أن الله تعالى يقدر أن يجعل ثريا الكواكب مثل الثريا من القناديل. وحادي النجم: الدبران. والنجم الثريا؛ قال الشاعر:
وأية ليلةٍ لا كنت فيها ... كحادي النجم يحرق ما يلاقى
والعرب تتشاءم بحادي النجم وقلب العقرب؛ قال الأسود بن يعفر:
ولدت بحادي النجم يحرق ما رأى ... وبالقلب قلب العقرب المتوقد
والهقعة: من دوائر الفرس يتشاءم بها، ويقال: إنها بياض في الجانب الأيمن مما يقع عليه أحد جانبي السرج، وكانت العرب تتيمن بها حتى قال القائل:
إذا عرق المهقوع بالمرء أنعظت ... حليلته وانحل عنها إزارها
نام کتاب : الفصول والغايات نویسنده : المعري، أبو العلاء جلد : 1 صفحه : 122