نام کتاب : العيون الغامزة على خبايا الرامزة نویسنده : البَدْر الدَّماميني جلد : 1 صفحه : 86
طحا بك قلبٌ في الحسان طروبُ ... بُعيد الشبابِ عصر حان مشيبُ
تكلفني ليلى وقد شطّ وَليها ... وعادت عوادٍ بيننا وخطوبُ
ولا تُعاقبهما الألف لبعدها منهما بكثرة مطلها، وهو المراد بقول الناظم ((لا سوى ألف معها)) ولذلك أنكر المبردُ روايةً من روى قوله:
حنينَ ثكلى فقدتْ حميما ... فهي تنادي بأبى وابناما
وأما الردف بحرف اللين فكقوله في الواو:
يا أيها الراكبُ المرخى مطيتهُ ... سائل بني أسدٍ ما هذه الصّوتُ
وقل لهم بادروا بالعذر والتمسوا ... قولاً يبرئكم إنى أنا الموتُ
وقوله في الياء:
لعمرك ما أَخزى إذا ما نسبتنى ... إذا لم تقل بُطلاً على ومينا
ولكنما يخزى امرءٌ تكلمُ استهُ ... قنا قومه إذا الرماحُ هوينا
ويجوز تعاقبهما أيضاً كقوله:
كنتُ إذا ما جئتهُ من غيبِ ... يشمّ رأسي ويشمّ ثوبي
وقوله ((قبل الروي)) يعني أعم من أن يكون متصلاً بالروي في كلمته او منفصلاً عنه في كلمة أخرى، كقوله:
أتته الخلافةُ منقادةً ... إليه تجرّرُ أذيالها
فلم تكُ تصلح إلا له ... ولم يكُ يصلحُ إلاّ لها
وعليه جاء قول ابن المعتز:
غبروا عارضه بالمسك في خذِّ أسيلتحت صدغين يشيران إلى وجهٍ جميلِعندي الشوق إليه والتنائي عنده لي
لكن قال أبو العلاء المعري: ((إلا أنهم لم يفرقوا بين الروي المطلق والمقيد في هذا)) ، يعني في اجتماع الواو والياء ردفاً في القصيدة الواحدة. قال: ((وأنا أرى أنه في المقيد أشد، إذ ليس للروي بعده ما يعتمد عليه، كقوله:
إن تشرب اليوم بحوضٍ مكسور ... فرُبَّ حوضٍ لك ملآن السُّور
مُدوَّرٍ تدوير عُشِّ العصفور ... خير حياضِ الإبلِ الدَّعاثير
قال: فهذا عندي أقبح من المطلق)) . قلت: قصضية هذا ان يكون اجتماع الواو والياء في أرداف القوافي المطلقة قبيحاً وليس كذلك. وبعض الجماعة يفرق في حروف العلة بين ما كان قبله حركةٌ مجانسة له فيسميه حرفَ مدّ ولين، وبين ما كان قبله حركةٌ غير مجانسة له كالفتحة مع الواو والياء فيسميه حرف لين. وبعضهم يطلق حرف اللين على الجميع، كما فعل الناظم. وقوله ((التحرك حذوذا)) يعني أن حركة الحرف الذي قبل الردف تسمى حذواً، لان الشاعر يحذوها في القوافي لتتفق الأرداف. وحكمها في الاطراد والاختلاف حكم الردف، فإن كان الردف ألفاً فلا تكون هي إلا فتحةً ضرورة أن الألف لا يكون ما قبلها إلا مفتوحاً، وإن كان واواً أوياء فحيث جاز تعاقبهما جاز اختلاف الحذو. قال بعضهم: وهذه التسمية تدلّ على أن الردف بالواو والياء المفتوح ما قبلهما غيرُ أصيل، لعدم صدق هذه التسمية عليه، وكانهم إنما وضعوا الاسم على ما هو أصيل في الباب. ووجه تنزيل ما قلناه في تفسير الحذو على كلام الناظم أن تقول: الإشارة بقوله ((ذا)) إلى الردف، فأخبر بان الحركة حذو الردف، ولا يمكن أن تكون حذوه من الحرف الذي بعده، لأن ذاك هو الروي وحركته المجرى، وقد تقدم الكلام عليها، فلم يبق إلا أن تكون حذوه باعتبار المتحرك الذي قبله، وذلك لأنه قد سبق أن القافية عبارة عن المتحرك الذي قبل الساكنين اللذين في آخر البيت إلى انتهائه، ففي مثل قوله: جرداء معروقةُ اللَّحيين سُرحُوبُ القافية من الحاء إلى منتهى البيت، والواو هي الردف، والباء بعدها حرفُ الروي، وحركته المجرى، والواو التي بعدها هي الوصل، فلم يبق إلا المتحرك الذي هو الحاء السابقة على الردف فتكون حركتها هي الحذو. وكذا إذا كان الروي موصولاً بالهاء نحو ((مقامها)) ، فالالف الأولى ردفٌ، والميم روي، والهاء وصل، وحركتها نفاذٌ، والألف بعدها خروجٌ. وكلّ ذلك قد عُلمَ من كلامه فيما تقدم، فلم يبق إلا المتحرك الذي قبل الردف، وهو القاف هنا، فحركتها هي الحذو، والله تعالى أعلم. قال: وتأسيساً الهاوى وثالثه الرويُّ من كلمةٍ أو أخر إضمار ما لا
نام کتاب : العيون الغامزة على خبايا الرامزة نویسنده : البَدْر الدَّماميني جلد : 1 صفحه : 86