نام کتاب : العيون الغامزة على خبايا الرامزة نویسنده : البَدْر الدَّماميني جلد : 1 صفحه : 72
ما كان عطاؤهنَّ ... إلا عدةً ضمارا
أجزاؤه كلها مكفوفة إلا الضرب. وأشار إلى هذا الشاهد بقوله ((ضمارهم)) . وبيت الشكل:
أولئك خيرُ قومٍ ... إذا ذُكر الخيارُ
الجزء الأول والثالث كلّ منهما مشكولٌ، لكن الطرفان في الثالث، والعجز في الأول. فإن قلت لِمَ كان كذلك؟ قلتُ لأن الجزء الأول حذف سينه بالخبن ليس لمعاقبة سببٍ قبله إذ لا سبب قبله، وهو ظاهر، وحذف نونه لمعاقبة ثبات الألف من فاعلاتن الواقعة عروضاً، فالحذف الذي هو لأجل المعاقبة إنما وقع في عجز الجزء فسُمي عجزاً كما تقدم. وأما مستفع لن الذي هو أول النصف الثاني فإن سينه حُذفت لثبات نون فاعلاتن قبله، ونونه حُذفت لثبات ألف فاعلاتن بعده، فالمعاقبة فيه ظاهرة، وتحققَ الطرفان لوقوع الحذف في طرفي الجزء. وقد أشار الناظم إلى هذا الشاهد بقوله ((أولئك)) . وقد سبق في باب ما أُجري من العلل مجرى الزحاف التنبيه على أن التشعيث يدخل في ضرب المجتث، ويجوز اجتماعه مع جزء آخر غير مشعث لأنه أُجري مجرى الزحاف. وبيته:
لِمْ لا يعي ما أقولُ ... ذا السيدُ المأمولُ
فقوله ((مأمولو)) هو الضرب، وزنه مفعولن. وأشار إلى هذا الشاهد بقوله ((السيد)) . وأنشد التَّبريزي من هذا النوع:
على الديار القفار ... والنؤى والأحجارِ
تظل عيناك تجري ... بواكفٍ مدرار
فليس بالليل تهدا ... شوقاً ولا بالنهارِ
ولا يجوز خبن هذا الجزء المشعث كما تقدم في الخفيف. وهنا تمت الدائرة الرابعة وهي المشتبه على المذهب المختار.
المتقارب
أقول: قال الخليل: سُمي بذلك لتقارب أجزائه لأنها خماسية. وقال الزجّاج: لتقارب أسبابه من أوتاده، وقيل لتقارب أوتاده، وكلاهما ظاهر، فإنّ بين كل سببين وتداً وبين كل وتدين سبباً، فالأسباب تقارب بعضها من بعض، وكذلك الأوتاد. وهو مبنيّ في الدائرة من ثمانية أجزاء على هذه الصورة: فعولن فعولن فعولن فعولن، فعولن فعولن فعولن فعولن وما ألطف قول الشيخ جمال الدين بن نباتة المصري يداعب شخصاً يسمى عثمان:
إذا جاء عثمان مستخبراً ... عن المتقارب وزناً فقولوا
ثقيلٌ ثقيل ثقيل ثقيل ... ثقيل ثقيل ثقيل ثقيلُ
قال:
سبوْ الابنِ مُرٍّ نسوةً ورووا لميةٍ ... دِمنةً لا تبتئسْ فكذا قضى
أفاد فجاد ابنا خداشٍ برفدهِ ... وقلت سداداً فيه منك لنا حلاٍ
أقول. السين من ((سبوا)) إشارة إلى أن هذا البحر هو البحر الخامس عشر، وهو خاتمة البحور عند الخليل وإياه اتبع الناظم، والباءُ إشارة إلى أن له عروضين، والواو إشارة إلى أن له ستة أضرب. فالعروض الأولى تامة لها أربعة أضرب أو لها مثلها وبيته:
فأما تميمٌ تميم بنُ مُرٍّ ... فألفاهمُ القومُ روبى نياما
فقوله ((نُمُررن)) هو العروض، وقوله ((نياماً)) هو الضرب، وزن كلّ منهما فعولن. وأشار إلى هذا الشاهد بقوله ((لابن مر)) . الضرب الثاني مقصور وبيته:
ويأوى إلى نسوةٍ بائساتٍ ... وشععثٍ مراضيع مثل الَّعالْ
فقوله ((ئساتن)) هو العروض، وقوله ((سعالْ)) هو الضرب، وزنه فعولْ. وأشار إلى هذا الشاهد بقوله ((نسوة)) . الضرب الثالث محذذوف وبيته:
وأروى من الشعر شعراً عويصاً ... يُنَسّى الرواة الذي قد رووا
فقوله ((عويصن)) هو العروض، وقوله ((رووا)) هو الضرب، وزنه فعلْ. كان أصله فعولن فذهب سببه الخفيف فيبقى فنقل إلى فعل وأشار إلى هذا الشاهد بقوله ((ورووا)) . الضرب الرابع أبتر وبيته:
خليليَّ عُوجا على رسمِ دارٍ ... خلتْ من سُليمى ومن ميَّهْ
فقوله ((مدارن)) هو العروض، وقوله ((يهْ)) هو الضرب وزنه فل أو فَعْ، كان أصله فعولن فحذف سببه ثم قُطع وتده فذهبت واوه وسكنت عينه فبقي فع، فبعضهم يقرّه على هذه الصيغة وبعضهم يعبر عنه بفلْ وأشار إلى هذا الشاهد بقوله ((لمية)) . العروض الثانية مجزوءة محذوفة لها ضربان الأول مثلها وبيته:
أمنْ دمنةٍ أقفرتْ ... لسلمي بذات الغضى
فقوله ((فرتْ)) هو العروض وقوله ((غضا)) هو الضرب، وزن كلّ منهما فعلْ. وأشار إلى هذا الشاهد بقوله ((دمنة)) . الضرب الثاني أبتر، وبيته:
تعفَّف ولا تبتئسْ ... فما يُقضَ يأتيكا
نام کتاب : العيون الغامزة على خبايا الرامزة نویسنده : البَدْر الدَّماميني جلد : 1 صفحه : 72