نام کتاب : العمدة في محاسن الشعر وآدابه نویسنده : القيرواني، ابن رشيق جلد : 1 صفحه : 294
بفرع ووجه وقدٍ وردفٍ ... كليلٍ وبدرٍ وغصنٍ وحقفٍ
ومما وقع فيه تشبيه خمسة بخمسة قول أبي الفرج الوأواء، وأتى به بغير آلة تشبيه:
فأسبلت لؤلؤاً من نرجس وسقت ... ورداً وعضت على العناب بالبرد
وقال أبو الفتح البستي شاعر مصر في وقتنا هذا يصف شمعة:
قد شابهتني في لونٍ وفي قضفٍ ... وفي احتراق وفي دمع وفي سهر
فقوله قد شابهتني أظهر مقدرة من المجيء بالكاف؛ لأنهم إنما استصعبوا ذلك مع الكاف وأخوتها من جهة ضيق الكلام بها، فهذا الذي أتى به البستي أشد ضيقاً، ألا ترى أنه لو قال: " كأنها أنا " لكان هو الصواب ويكون قد أتى بكأن وضميرين بعدها فضلاً عن الكاف.
ومنهم من يأتي بالتشبيه الواحد بغير كاف كقول امرئ القيس:
سموت إليها بعد ما نام أهلها ... سمو حباب الماء حالاً على حال
وقوله أيضاً:
إذا ما الثريا في السماء تعرضت ... تعرض أثناء الوشاح المفضل
يريد كسمو حباب الماء، وكتعرض أثناء الوشاح.
وأبدع من هذا عندهم وأغرب قول المنخل اليشكري:
دافعتها فتدافعت ... مشي القطاة إلى الغدير
وإنما براعته عندهم لما لم يكن قبله فعل من لفظه.
ومن مليح التشبيه قول أبي كبير الهذلي:
فالطعن شغشغة، والضرب هيقعة ... ضرب المعول تحت الديمة العضدا
نام کتاب : العمدة في محاسن الشعر وآدابه نویسنده : القيرواني، ابن رشيق جلد : 1 صفحه : 294