نام کتاب : العقد المفصل نویسنده : الحلي، حيدر جلد : 1 صفحه : 79
فلكم بعضكم ببعض عزاء ... ولنا فيكم جميل العزاء
وتوفّيت كريمة لمحمّد الصالح في بلاد فارس وجاء بنعشها إلى النجف بعلها الجواد، فرثيتها بقصيدة تأتي في محلّها، ورثاها عمّي المهدي بقصيدة طويلة جمع فيها بين التعزية بوفاتها والتهنئة بقدوم بعلها.
قد بكى الخدر والتقى والحياء ... هل قضت معدن التقى حوّاء
وعلى ذي الأعواد آسيةٌ تح ... مل أم تلك مريم العذراء
أم على النعش هاجرٌ سار فيها ... من كرام الملائك العظماء
أم به سارةٌ سرت لضريح ... عطّرت من أريجة الأرجاء
مَهْ فهذي التي تربت ببيت ... حسدت ساح أرضه الخضراء
هي بنت الراقي سرادق علياً ... حيّرت في رقيها الآراء
فلعظم احتجابها في خباها ... ليس يدري لمن يكنُّ الخباء
وذووا قربها بها ليس تدري ... أهي في الخدر أم به العنقاء
لو بدت لا ترى الأنام رداها ... فكأنّ كلُّ مقلة عمياء
هي من عترة التقى في بيوت ... أسّستها على التقى الأتقياء
سار فيها الجواد من حيث منه ... رامت العزَّ عزّةٌ قعساء
وأتى فارساً ومنها اختلاساً ... بيد الحتف سلت الحوباء
فارتأى أن يسير فيها لأرض ... هي فيهم ما طاولتها سماء
قد لعمر العلى أتاها فتاها ... وسروراً تاهت به العلياء
وبه رأس عترة المجد أبدى ... فرحاً فيه زالت الغمّاء
مَنْ سما للعلى بهمة ندب ... بلغته من العلى ما يشاء
إنّما الفعل منه للقول تلوٌ ... ومن القول في الأنام هذاء
فنعم للسؤال ما قال إلاًّ ... وتلتها من كفّه النعماء
وهو للمؤمنين يخفض جنحاً ... دون أدنى محلّه الجوزاء
أقبيل العلياء قد برزت من ... فكرتي غادةٌ لكم حسناء
لبستَتْ حلتَيْ سرور وحزن ... نسجتها السرّاء والضرّاء
فهي تجلى في التهنئات عروساً ... وهي من مرثياتها الخنساء
ولها تارة غناً وابتسام ... وبأخرى لها عناً وبكاء
ولهذين في قريضي كلٌّ ... منهما حقّه رعاه الوفاء
وتوفي ولد لي في السنة السادسة والستّين بعد المائتين والألف، فرثيته بهذا المقطوعة:
هل يطربنّك يا زمان نعائي ... أم إنّك استعذبت ماء بكائي
في كلّ يوم منك ألقى شدّة ... ولأنت يوماً شدّة ورخاء
لازلت ملحم غارة الأزراء ... أو حاشداً جيشاً من النكباء
حتّى أصبت صميم قلبي بغتة ... وطرقتني بفجيعة صمّاء
لم تبق لي جلداً وكنت أخالني ... جلداً بكلّ ملمّة دهياء
ومعنّف طرب المسامع ما رمى ... عينيه صرف الدهر بالأقذاء
قد لامني وحشاه بين ظلوعه ... والأرض مطبقة على أحشائي
أمعيب حزني لو ملكتُ تجلدي ... ما بتُّ أمزج أدمعي بدمائي
ابنيَّ لو خلع البقاء على امرء ... لخلعت من شغفي عليك بقائي
مغف قد امتلئت ردى بدل الكرى ... عيناك فاقد لذَّة الإغفاء
داءٌ ترحّل فيك عنّي معقب ... في مهجتي للوجد أقتل داء
لهفي عليك بكلّ حين أبتغي ... فيه لقاك ولات حين لقاء
ولئن حجبت بحيث أنت من الثرى ... عن ناظريَّ فأنت في أحشائي
قربت بك الذكرى وفيك نأى الردى ... نفسي فداؤك من قريب نائي
لو متُّ من أسفي عليك فلم يكن ... عجباً ولكنَّ العجيب بقائي
لا زال قبراً ضمّ جسمك تربه ... متنسّمٌ بلطائم الأنداء
ولئن أبت حيث استقلّ بك الردى ... أن تستهلّ حوافل الأنواء
فحدت إليك على العباد مدامعي ... غيثاً جنوب تنفّس الصعداء
الفصل الثالث في الغزل
قلت في ذلك:
فتاة الحيّ حسبك من جفائي ... صلي قبل التفرّق والتنائي
أظامية الوشاح إلى مَ أظمي ... وريقك في ترشّفه روائي
فرفقاً يابنة الغيران رفقاً ... بذي كبد تحنّ إلى اللقاء
صدودك في حشاه أمضُّ داء ... ووصلك عنده أشفى دواء
فال خاط الكرى عينَيَّ شوقاً ... لرؤية وجهك الحسن الرواء
أما والراميات إلى المصلّى ... كأمثال السهام من النجاء
نام کتاب : العقد المفصل نویسنده : الحلي، حيدر جلد : 1 صفحه : 79