نام کتاب : العقد المفصل نویسنده : الحلي، حيدر جلد : 1 صفحه : 222
لا تأخذي بارتيابي في هواه فقد ... زرت على عفّة ياميُّ أزراري
ومنه قوله:
نور الأفاحي ثغره ... منهما بدا منه ابتسام
والأقحوان شيق خدّ ... يه وربقته المدام
والبان مائس قدّه ... وجفونه الوسنى سهام
والليل فاحم جعده ... فأظلّنا منه الظلام
والصبح وجنة خدّه ... فعلى محيّاه السلام
ومنه قوله:
كم ليلة من ليالي الشوق مقمرة ... هبّت بها نسمات الشوق والشغف
سهرتها محصباً منها كواكبها ... مراعياً بدرها من شدّة الدنف
فمذ أبت مقلتي إلاّ انسكاب دم ... وأشرفت كبدي الحرّا على التلف
قال النديم على م الوجد قلت له ... نعم تذكّرت من قد حلَّ بالنّجف
فقطّت قلبي الذكرى وبرح بي ... شوق ملح وتوق أوهنا اكتفي
وله حرسه الله:
مالي ومالك يا أغن ... فالقلب عندك مرتهن
أنت الذي إن زرتني ... أذهبت عن قلبي الحزن
وإذا هجرت متيّماً ... غادرته غرض المحن
بجفاك واصلني الجوى ... حتّى جفا جفني الوسن
فأملك عليَّ حشاشتي ... يا مالكي من غير من
قد كنت تمنحني المنا ... وتزور سرّاً أو علن
فشحذت لي حدّ الظبا ... وقلبت لي ظهر المجن
يا راكب الحرف التي ... تجتاب سهلاً عن حزن
هلاّ مررت بربعهم ... وحبست في تلك الدمن
ونشدت ثمّة مهجة ... عبثت بها كفّ الزمن
ينزو فؤادي كلّما ... برق من الزوراء عن
فيها بديع محاسن ... ملك الفؤاد بلا ثمن
يامن بنقض عهوده ... في الودّ نقض العهد سن
إنّي لذكرك حافظ ... حفظ الفرائض والسنن
وله دام فضله:
وشادن في المحجّه ... أعلى من الشمس حجّه
ما رقَّ غصن صباه ... إلاّ وزادك بهجه
غدا لعيني نورا ... وللحشاشة مهجه
يسبي العيون بغنج ... أفدي بروحي غنجه
أنار وهو هلال ... قد أصبح القلب برجه
فالشمس تقفو سناه ... والبدر ينهج نهجه
أورى بقلبي ناراً ... وغادر العين لجّه
يا أغيداً كلّ واد ... للدلّ جاوز فجّه
قم عاطني الجام صرفاً ... أو فاجعل الريق مزجه
على أزاهر روض ... قد دبّج الورد مرجه
كفّ الحيا طرزنه ... وأحسن النور نسجه
وقال أيّده الله:
راق النسيم وطبع من أهوى ... وسلاف فيه جنّه المأوى
وصفت معاهدنا فلا عدمت ... نفسي لييلات الهوى صفوا
وأغرّ إذ راقت مراشفه ... لم أدر إلاّ المنّ والسلوى
وكأنّما قبسٌ بوجنته ... وعلى لظاه أضالعي تطوى
ما ألهف الحرّان عن برد ... يرنو إليه ومنه لا يروى
إن تلو من عزمي أعنّته ... فلغير من أهواه لا تلوى
أو يقو عن حلو اللما جلدي ... فعلى مرير الصدّ لا يقوى
يا غصن ما أحلى شمائله ... وآهاً إليه يجود في رضوى
قد أوهنت كشحيه مجهدة ... أردافه فحذار أن تهوى
ياطيب ليلتنا وقد عبثت ... أبدي النسائم في ربى حزوى
حيث النديم بها أخو غنج ... حلو المراشف أشنب أحوى
بسواد طرّته النهار دجا ... وبصبح غرّته الدجى أضوى
لست الملوم وقد بدا شغفي ... متضاعفاً فبثثت بالشكوى
فلقد غويت بريقه وعلى ... من عاود النشوات أن يغوى
وقال يصف النارجيليه ويتغزّل:
يا نارجيليّةً تهدى بكفّ رشاً ... حلو الدلال رشيق القدّمياس
غضّ الشبيبة أحوى الطرف ذي غنج ... أرقّ طبعاً من الصهباء في الكاس
حكيت لي نغمة الموسيق مطربة ... برجع صوت مجيب جذب أنفاسي
كأنّ رأسك والمقباس كلّله ... تاج تحلّى بياقوت على الراس
فبنى عليه السيّد محمّد سعيد حبّوبي وقال يصفها أيضاً:
ونارجيليّة تهدى بكفّ رشاً ... حلو الدلال رشيق القدّمياس
ظلّت تعربد في كفّيه شاربة ... من ريقه العذب لا من نهلة الكاس
حتّى إذا جاد لي فيها بثثت بها ... وجدي عياناً تراه أعين النّاس
حيث الدخان إذا ما جاس في كبدي ... موهّت في نفحه تصعيد أنفاسي
نام کتاب : العقد المفصل نویسنده : الحلي، حيدر جلد : 1 صفحه : 222