responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : العقد المفصل نویسنده : الحلي، حيدر    جلد : 1  صفحه : 187
ستبقى لها في مضمر القلب والحشا ... سريرة ودٍّ يوم تبلى السرائر
وقال الأبيوردي في هجاء بعضهم:
وقصائد مثل الرياض أضعتها ... في باخل ضاعت به الأحساب
فإذا تناشدها الرواة وأبصروا ... الممدوح قالوا ساحرٌ كذّاب
وقال القاضي المنصور الهروي:
ومنثقب بالورد قبّلت خدّه ... وما لفؤآدي من هواه خلاص
فأعرض عنّي مغضباً قلت لا تجر ... وقبّل فمي إنّ الجروح قصاص
وقول أبي منصور عبد الله بن سعيد:
حلّة الغانيات حلّة سوء ... فاتّقوا الله يا أولى الألباب
وإذا ما سئلتموهنّ شيئاً ... فاسئلوهنّ من وراء حجاب
وروي ما هذا مضمونه أنّ بعض الشعراء كان ينشد بعض الأُمراء وبينهما الحجاب، فلمّا بلغ قوله:
أُنظرونا نقتبس من نوركم ... إنّه من نور ربّ العالمين
أمر برفع الحجاب حتّى أتمّ إنشاده ثمّ أجازه.
والغاية في القبح قول بعضهم:
أقبل والعشّاق من خلفه ... كأنّهم من حدب ينسلون
تقول عيناه لعشّاقه ... هيهات هيهات لما توعدون
وردفه يقرؤ من خلفه ... لمثل ذا فليعمل العاملون
وقال بعضهم في الإقتباس من الحديث:
قال لي إنّ رقيبي ... سيّىء الخلق فداره
قلت دعني وجهك الجنّة ... حفّت بالمكاره
ولعمّنا المهدي هذه القصيدة في مدح ديمة المنايح الماجد محمّد الصالح وذلك أنّا حللنا في ربعه فأنشدت وكان ابتداؤها موافقاً للحال التي ذكرها:
قد حملتك النجائب الرسم ... لمن على الكرخ بيتهم علم
قد كنت تهوى لقاء من سكنوا ... فيه ويهوون ملتقاك هم
فقر عيناً فيه برؤيتهم ... ففيك قرّت فيه عيونهم
وانظر إلى ما سمعت عنه تجد ... ما يقصرون دون وصفه الكلم
بيت جميع الدنيا بساحته ... وتحت أبراد ربّه الأُمم
من احترام الورى لساحته ... تخال في الكرخ أودع الحرم
على التقى أُسّست قواعده ... وكلّ أيّام دهره حُرم
كأنّ على الأرض ساحة قمر ... بها على الخلق تكشف الظلم
تحسبها المدلجون إن سطعت ... نار قراها في الليل تضطرم
فيه أُناس تخال أنّهم ... الأملاك من كلّ مأثم عصموا
شعارها الصمت وهي إن نطقت ... تفجّرت من كلامها الحكم
تبيت تبكي من خشية الواحد الفر ... د وتضحي للوفد تبتسم
تحنوا على الأبعدين مشفقة ... حنّو من فيه أطت الرحم
في الله تمسي خمص الحشا وعلى ... بذل قراها الأنام تزدحم
يسأم أرفادها الوفود ولا ... في بذله يعتريهم سأم
للشرف الباذخ الرفيع سمت ... من قبل أن يفطموا بها الهمم
لو قيل للمجد من هم سمكوا ... وانبعثت من أكفّها الديم
تعتمُّ حين الرضاع سؤددها ... وترتدي الفخر حين تنفطم
أوّل ما ينطقن رضيعهم ... حيّ على الجود أيّها الأُمم
أو قد أطاق القيام تسرع لل ... علياء فيه بخطوها القدم
أو سابقته لها الكرام ولو ... مشى الهوينا بفوت طرفهم
أماجد زيّنت سماء على ال ... مجد بشهب منها كهولهم
عقد طلاها هم وواسطة ... العقد على نحرها زعيمهم
تشمُّ من عطفه عبير شذا ... فخار آبائهم ومجدهم
قوم على الأرض غيث نائلهم ... قبل نزول السحاب منسجم
صفوة بيت العلى وطينته ... قد عركتها قدماً أكفّهم
من قبل أن تنصب الجبال على ... الأرض عماد العلياء قد دعموا
دلّ على طيب أصله شرف ... تورّثته منهم فروعهم
فمن آرها قدماً وينظر ابنا ... ها فما يفرقنّ بينهم
غرُّ مساعيهم العظام وما ... منها اصطفتها النفوس والشيم
بين ذراريهم إن اقتسمت ... فقد حواها طرّاً زعيمهم
منطهيقاً في الخصام حيث فلم ... المنطيق منه اللسان ينعجم
إن هدرت منه فيه شقشقة ... فألسن الإختصام تنحسم
لا يرجع اللفظ في مقالته ... كي يتأتّى برجعه الكلم
وإنّما اللفظ في تتابعه ... سيل ولكن سيله عرم
تصفرُّ من قرعه المسامع من ... مخاصميه رعباً وجوههم
كأنّ من لونها لصفرته ... لم يك فيهنّ قبل ذاك دم

نام کتاب : العقد المفصل نویسنده : الحلي، حيدر    جلد : 1  صفحه : 187
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست