نام کتاب : العقد المفصل نویسنده : الحلي، حيدر جلد : 1 صفحه : 185
وقال الآخر:
قالوا أحب حبيباً ما تأمّله ... فكيف حلّ به للسقم تأثير
فقلت قد يعمل المعنى بقوّته ... في ظاهر اللفظ رفعاً وهو مستور
وما أبدع قول الآخر:
قالوا عشقت وأنت أعمى ... ظبياً كحيل الطرف ألمى
وحلاه ما عاينتها ... فظنون قد شغلتك وهما
فأجبت أنّي موسوي ... العشق إنصاتاً وفهما
أهوى بجارحه السماع ... ولا أرى ذات المسمّى
الباب الثالث والعشرون في قافية اللام وفيها فصلان
الفصل الأوّل في المديح
قلت في مدحه:
حيتك تنهمل انهمالا ... وطفاء مرخية العزالى
يا دار لا سلبت أكفّ ... الدهر حسنك والجمالا
وتنسّمت فيك الريا ... ح صباً ولا هبّت شمالا
فلكم على هيفاء قد ... ضرب الغيور بك الحجالا
من كلّ ناعمة الصبا ... تثني معاطفها دلالا
يا سعد عدّ عن الهوى ... فلقد أطلت به المقالا
أعط المدائح حقّها ... ودع الغزالة والغزالا
خف الرجاء لمن نشأن ... أكفّهم سحباً ثقالا
قومٌ على الزوراء أو ... جههم نجوم دجىً تلالا
بمحمّد الحسن ارتقوا ... شرفاً على الجوزاء طالا
داسوا النجوم بفخره ... وبحلمه وزنوا الجبالا
هو أمجد الدنيا أباً ... هو أكرم الثقلين خالا
العزلاء فم المزادة الأسفل والجمع العزالى بكسر اللام وإن شئت فتحت، مثل الصحارى والصحاري والعذارى والعذاري. قال الكميت:
مرته الجنوب فلمّا اكفهر ... حلّت عزاليه الشمئل
وتنسّمت، النسيم الريح الطيّبة، يقال: نسمت الريح نسيماً ونسماناً، ونسم الريح أوّلها حين تقبل بلين قبل أن تشتدّ، والنسم الإنسان، وتنسّم تنفّس. وقولي: وتنسّمت فيك الرياح مأخذو من هذا استعارة والمراد وتنفّست فيك الرياح.
والصبا ريح ومهبها المستوي أن تهب من موضع مطلع الشمس إذا استوى الليل والنهار، وتزعم العرب أنّ الدبور تزعج السحاب وتشخصه في الهواء ثمّ تسوقه فإذا علا كشفت عنه واستقبلته الصبا فردعت بعضه على بعض حتّى يصير كسفاً واحداً. والجنوب تلحقه روادفه به وتمدّه، والشمال تمزق السحاب. قالت الخنساء ترثي أخاها صخراً:
ويلي عليك إذا تهبّ الر ... يح باردة شمالا
وقالت عمرة بنت عجلان ترثي أخاها عمرواً:
كأنّهم لم يحسسوا به ... فيخلوا النساء له والحجالا
ولم ينزلوا بمحال السنين ... به فيكونوا عليه عيالا
وقد علم الضيف والمجتدون ... إذا اغبرّ أُفقٌ وهبت شمالا
وخلت عن أولادها المرضعات ... ولم تر عين لمزن بلالا
بأنّك كنت الربيع المغيث ... لمن يعتريك وكنت الثمالا
الفصل الثاني في التهنية
قال عمّنا المهدي من قصيدة في تهنئة الماجد محمّد الصالح بمولود ولد لابن أخيه:
اليوم أظهرت السعود هلالها ... وارت كرام بني العلا إقبالها
وكسا سناه طلعة الدنيا بهاً ... قد زادها حسناً وزاد جمالها
وثنت له أعطافها وكأنّها ... أعطاف غانية تريك دلالها
تاهت بمولده سروراً إذ رأت ... فيه مخائل ما رأت أمثالها
لو لم يكن طفلاً لحقّق ظنّها ... فيه وصدق في علاه فآلها
فلتهن فيه قبيلة المجد التي ... حسدت مصابيح السما إقبالها
من معشر أولى الزمان كرامهم ... كانوا قبيل المكرمات وآلها
حرصت على حفظ النوال وضيّعت ... مابين طلاّب الندى أموالها
من ذا يساجل جودها وأكفّها ... لم تحك هامية السحاب سجالها
هذا محمّدها الذي هو آية ... في الجود لم ترى في الورى أمثالها
قد فجّرت يده ينابيع الندى ... لعفاته وسقتهم سلسالها
وقال أيضاً من قصيدة في تهنئته بزواج ابن أخيه أيضاً وأوّلها:
من ثغرها سقتك ميُّ سلسلا ... فبت من خمر لماها ثملا
فدبّ في الأعضاء منك مثلما ... تدبّ في الأعضاء صهباء الطلا
قد شابه المدام لكن وجه من ... يرشفه من فرح تهلّلا
ومحتسي كأس المدام وجهه ... مقطّب وإن عليه تجتلى
فارشف هنيئاً لعساً فهو الذي ... في هذه الدنيا يسمّى العسلا
نام کتاب : العقد المفصل نویسنده : الحلي، حيدر جلد : 1 صفحه : 185