نام کتاب : العقد المفصل نویسنده : الحلي، حيدر جلد : 1 صفحه : 181
ورث العلى عن سابقين لغاية ... ما للبريّة مطمع بلحوقها
ولدته ثمّ أباالأمين فأحرزت ... بهما ثناء عدوّها وصديقها
بلغا السماء علىً وزاد أبوالرضا ... شرفاً سما فيه على عيوقها
أحيت أنمله العفاة ومن رأى ... لججاً تكون بها حياة غريقها
كرم كغادية السحاب تزينه ... لمعات بشر كالتمال بروقها
يا من تفرّع في الذرى من دوحة ... تجني المكارم من ثمار وريقها
من دوحة الشرف التي بثرى العلى ... وشجت قديماً ساريات عروقها
أهدى لك الفرح الإله مخلّداً ... وكساك من حلل الهنا برقيقها
هذي المسرّة كم أقرّت أعيناً ... ولا عين كانت قذى في موقها
فليهنينّك سائغ الطرب الذي ... لك قد أغصَّ الحاسدين بريقها
واسعد بعرس محمّد حسن العلى ... وأخي النهى عبد الحسين شقيقها
داما بظلّلك رافهين ولم تزل ... تغلي حشاشة من أبى بحريقها
ابني العلى ارتشفوا سلافة فرحة ... أحلى من الصهباء في راووقها
طاف السرور بها فقلت مؤرخاً ... وصل الأحبّة عرسكم برحيقها
وقلت مهنّياً للفاضل محمّد الصالح عند قدوم ولدي ولده المهدي من الحج وهما عبد الهادي ومحمّد الحسين، وأرسلتها إليه.
وصلت وريعان الشبيبة مونق ... وجفت وقد لبس المشيب المفرّق
والغيد طوع نسيم ريعان الصبا ... يهتزُّ غصن شبابهنّ المورق
والشيب إن حطّت عقاب نهاره ... فغراب ليلة وصلهنَّ محلّق
أدرت فتات الحي إنّي مذ نأت ... قلبي أسير هوىً ودمعي مطلق
أنا والجوى والدمع وهي ومهجتي ... طوع البعاد مغرب ومشرق
عافت أخا دمعي العقيق وثغرها ... أمسى يضيء به أخوه الأبرق
لله موقفنا صبيحة أجمعت ... بيناً له جزعاً بريقي أشرق
ومسكت قلبي كي يقرّ وإنّه ... ليكاد يلفظه الزفير فيخفق
وكظمت أنفاسي الغداة وفوقها ... كادت مجامع أضلعي تتفرّق
جاذبتها فضل الرداء فأقبلت ... بالعنف تجمع ما جذبت وأرفق
ومذ استقلَّ بها الفراق دعوتها ... بالدمع إذ هو من لساني أطلق
الله يا ذات النطاق بواجم ... لسن المدامع عن جواه تنطق
وتذكّري عهد المودّة بيننا ... أيّام أوقاتي بلهوك تنفق
متألّفين بحيث لا ظلُّ الهوى ... ضاح ولا صفو الوداد مرنّق
في روضة عذراء لم يبرح بها ... يمري مذانبه الغمام المغدق
يسري النسيم عليلةً أنفاسه ... فيها بنشر من عبيرك يعبق
وعيون نرجسها المندى غازلت ... منك المحيّا وهو شمس تشرق
فكأنّ في أجفانهنّ الطلُّ من ... أنوار وجهك أدمعٌ تترقرق
ولهوت منك بذات خدر زانها ... ثوب الشباب الغض لا الاستبرق
طوراً تعاطيني الحديث وتارةً ... راحاً بها شمل الهموم تفرّق
قالت وقد عاقرتها من كفّها ... صرفاً لها نور يروق ورونق
ألها نظير قلت خلق محمّد ... في لطفه منها أرقُّ وأروق
خلق لأبلج غير معقود الندى ... ديم الغمام به غدت تتخلّق
عذبت بفيه نعم فليس بغيرها ... يلقى الذي من جوده يسترزق
ويودُّ أنَّ بكلّ منبت شعرة ... منه بقول نعم لساناً ينطق
أثرى من الحسب الكريم وكلّمن ... أثرى بلا حسب مقلٌّ مملق
المستجار من الزمان بظلّه ... إن جاء يرعد بالخطوب ويبرق
والمستضاء بوجهه إن يدج من ... دهم الحوادث ليلهنَّ الأودق
ومسدّد الآراء أسهم رأيه ... غرض القضايا الغامضات تطبق
بقضان قد سبرت تجارب حزمه ... غور الزمان بأيّ فنّ يطرق
إن أبهمت يوماً مطالع شبهة ... عمياء فيها الحقُّ لا يتحقّق
يغشى نعاس الجهل تحت ظلامها ... بصر القلوب المدركات فتخفق
فعمود صبح بيانه بضيائه ... غسق العمى لذوي البصائر يفلق
وإذا تحيّرت العقول بمشكل ... صعب مجال الوهم فيه ضيّق
جمع العقول عللى الصواب بحجّة ... فيها احتمال الريب لا يتطرّق
فمن السكينة والوقار سكوته ... وله المقال الفصل ساعة ينطق
نام کتاب : العقد المفصل نویسنده : الحلي، حيدر جلد : 1 صفحه : 181