responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : العقد المفصل نویسنده : الحلي، حيدر    جلد : 1  صفحه : 178
فما هيبة الضرغام دون عرينه ... كهيبته القعساء دون السرادق
تضايقت الدنيا ببعض فخاره ... على أنّه فرّاج كلّ المضائق
يضيق فضاء الأرض في رحب صدره ... إذا هي غصّت بالخطوب الطوارق
من الفاطميين الذين تراضعت ... قناهم طلا الأعداء في كلّ مازق
هم توّجوا هام الملوك ببيضهم ... وداسوا على أنماطهم بالسوابق
إذا نزلوا كانوا ربيع بني المنى ... وإن ركبوا كانوا حماة الحقائق
تعانق فوق الخيل عالية القنا ... عناق سواها الغيد فوق النمارق
هم القوم ما في الشيخ منهم لكهلهم ... وما منهم في كهلهم للمراهق
وهذا ابنهم سلمان والفرع طيبه ... يجيء على مقدار طيب المعارق
إذا مسحت منه العلى وجه سابق ... جلت من أبي محمود غرّة لاحق
فتىً علمه يحكي غزارة جوده ... وما علم قوم غير محض التشادق
لقد قوّمت منه الإصالة رأيه ... فكان لفتق الدهر أحزم راتق
ومنطيق فضل لو يشاء لسانه ... لفلَّ حدود الفاصلات البوارق
يحاكي بقطع الخصم أسياف قومه ... فيمضي مضاها في الطلا والمرافق
ويطعنه في قلبه بنوافذ ... نفوذ قناهم في قلوب الفيالق
أباالمصطفى أرغمت أنت وذوالنهى ... شقيقك في العليائ شمّ المناشق
لقد زنتما جيد العلى من بنيكما ... بسمطي فريد في العلى متناسق
فياقمراً سارت بذكر علائه ... نجوم القوافي في سماء المهارق
إليك تعدّت فكرتي كلّ فكرة ... لما لم يكن فيه مجال لحاذق
فجاءت من القول الذي انفردت به ... بآيات نظم أفحمت كلّ ناطق
سلمت على الدنيا وفخرك مشرق ... يضيء ضياء الشمس في كلّ شارق
لك الدهر عبد لا يرى المجد عتقه ... ولا هو يلوي عنكم جيد آبق
واتّفق لي مع ذلك الماجد زعيم الزوراء ونعيمها، والمحرز طريق المكارم وقديمها، نقيب الأشراف ببغداد السيّد سلمان أفندي خلّد الله مجده ما لو ظفرت بلئالئه الحور، لزيّنت به النحور، ووشحت به الحضور، فمنه أنّي وردت بغداد في سنة 1295 فلمّا حللت بنادي جوهرة الزمن، الفاضل الماجد الشيخ محمّد الحسن خلف الخلف الصالح نشر الله فضله، وطوى بالإعدام من حاسده ظلّه، بلغني أنّ السيّد المذكور يتشوّق إليّ كثيراً، فنظمت هذه الأبيات وأرسلتها إليه برسم الهديّة.

سبقت الورى مجداً يدوم بلا حدّ ... فكان بلا قبل ويبقى بلا بعد
خلقت كما شائت نقيبتك التي ... أتاها الندا كوني فكانت بلا ندّ
وجئت إلى الدّنيا كما اشتهت العلى ... تعيد من المعروف أضعاف ما تبدي
وتبسط أندى من أديم غمامة ... بناتاً يعلّمن الحيا كيف يستنجدي
وفي القوم من يغدو به مستميحه ... كمستقطر ماءً من الحجر الصلد
يقولون في الدنيا بنت دارك العلى ... فقلت بل الدنيا بها بنيت عندي
كذبنا فذا رضوان بشرك مخبر ... يحدّث عنها أنّها جنّة الخلد
فمنك المزيّا قد تقسّمن فردها ... وأعجب شيء قسمة الجوهر الفرد
ألست من القوم الذين وليدهم ... يرشّح طفلاً للعلى وهو في المهدى
فما حضنوا إلاّ بحجر نقابة ... ولا رضعوا يوماً سوى حلم الرشد
فيا قمم الأعداءللأرض طأطأي ... ويا عينهم عودي من الجفن في غمد
نضا الله في كفّ النقابة سيفها ... وقال احتكم ما شئت يا فاصل الحدّ
وهبتك أبصار العدى وقلوبها ... فدونك ما تختاره من ذوي الحقد
وممّا يعير الأرض فخراً على السما ... وببهي الحصا فيها على أنجم السعد
بيوتٌ بها قد أودع الله منكم ... أطائب ما استصفاه من عترة المجد
لكم أذن الله العظيم برفعها ... وأنتم مصابيح بها الناس تستهدي
لوجهك قد صلّى بها المدح والثنا ... لأنّك فيها قبلة الشكر والحمد

نام کتاب : العقد المفصل نویسنده : الحلي، حيدر    جلد : 1  صفحه : 178
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست