responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : العقد المفصل نویسنده : الحلي، حيدر    جلد : 1  صفحه : 175
لمّا ترفّع عن ندٍّ يسابقه ... أضحى يسابق في ميدانه بصره
ومن الشعر الأجنبي تخميس قصيدة في مدح النبي وذلك أنّ مركز دائرة الفصاحة، من حلّ من الزوراء أشرف ساحه، الذي كانت تغترف أهل النظم من حبره، وننسج ديباج كلامها على منوال نثره، عبد الباقي أفندي الفاروقي العمري نظم هذه القصيدة القافية في مدح النبي سيّد البرية وأرسلها إلى الفيحاء، فخمستها وأرسلتها إليه إلى الزوراء، وسمّطْتُها بهذا العقد النفيس، الذي جاء حسبما اقترحه من التخميس:
تعاليت من فاتح خاتم ... عليم بما كان من عالم
فيا صفوة الله من هاشم ... تخيّرك الله من آدم
وآدم لولاك لم يخلق
بك الكون آنس منه مجيئاً ... وفيك غدا لا به مستضيئاً
لأنّك مذ جاء طلقاً وضيئاً ... بجبهته كنت نوراً مضيئاً
كما ضاء تاج على مفرق
فمن أجل نورك قد قرّبا ... إله السماء آدماً واجتبى
نعم والسجود له أوجبا ... لذلك إبليس لمّا أبى
سجوداً له بعد طرد شقي
وساعة أغراه في إفكه ... بأكل الذي خصَّ في تركه
عصى فنجى بك من هلكه ... ومع نوح إذ كنت في فلكه
نجا وبمن فيه لم يغرق
وسارة في سرّك المستطيل ... غداة غدا حملها مستحيل
بإسحاق بشّرها جبرئيل ... وخلّل نورك صلب الخليل
فبات وبالنّار لم يحرق
حملت يصلب أمين أمين ... إلى أن بعثت رسولاً مبين
وهل كيف تحمل في المشركين ... ومنك التقلّب في الساجدين
به الذكر أفصح بالمنطق
براك المهيمن إذ لا سماء ... ولا أرض مدحوّة لا فضاء
ومذ خلق الخلق والأنبياء ... سواك مع الرسل في إيلياء
مع الروح والجسم لم يلتق
وكلٌّ رأى الله لم يحذه ... علاك وعلمك لم يغذه
فنزّه عهدك عن نبذه ... فجئت من الله في أخذه
لك العهد منهم على موثق
صدعت به والورى في عماء ... فحفّت بمجدك جند السماء
ورفَّ عليك لواء الثناء ... وفي الحشر للحمد ذاك اللواء
على غير رأسك لم يخفق
وحين عرجت لأسما مقام ... وأدناك منه إله الأنام
أصبت بمرقاك أعلا المرام ... وعن غرض القرب منك السهام
لدى قاب قوسين لم تمرق
وقدماً بنورك لمّا أضاء ... رأت ظلمة العدم الإنجلاء
فمن فضل ضوئك كان الضياء ... لقد رمقت بك عين العماء
وفي غير نورك لم ترمق
أضاء سناك لها مبرقاً ... وقابل مرآتها مشرقاً
إلى أن أشاع لها رونقاً ... فكنت لمرآتها زيبقاً
وصفو المرايا من الزيبق
بك الأرض مدّت ليوم الورود ... وأضحت عليها الرواسي ركود
وسقف السما شيد لا في عمود ... فلولاك لاانطمَّ هذا الوجود
من العدم المحض في مطبق
ولولاك ما كان خلق بعود ... لذات النعيم وذات الوقود
ولا بهما ذاق طعم الخلود ... ولا شمّ رائحةً للوجود
وجود بعرنين مشتنشق
ولو لم تجدك لمولوده ... أباً أُمُّ أركان موجوده
إذاً عقمت دون توليده ... ولولاك طفل مواليده
بحجر العناصر لم يبغق
ولولاك ثوب الدجى ما انسدل ... ونور سراج الدجا ما اشتعل
ولولاك غيث السما ما نزل ... ولولاك رتق السماوات وال
أراضي لك الله لم يفتق
ففيك السماء علينا بنى ... وذي الأرض مدّ فراشاً لنا
فلولاك ما انخفضت تحتنا ... ولولاك ما رفعت فوقنا
يد الله فسطاط إستبرق
ولا كان بينهما من ولوج ... لغيث تحمل ماءً يموج
ولا انتظم الأرض ذات الفروج ... ولا نثرت كفّ ذات البروج
دنانير في لوحها الأزرق
ولاسير الشهب ذات الضياء ... بنهر المجرّة ربّ العلاء
ولم ينش نوتي زنج المساء ... ولا طاف من فوق موج السماء
بسيطة أيدي الحيا المغدق
ولولاك ما فلّت الغاديات ... بأنمل قطر نواصي الفلاة
لا الرعد ناغى جنين العضات ... ولا كست السحب طفل النبات
من اللؤلؤ الرطب في بخيق
ولا صدغ آس بدا في ربى ... على خدّ ورد غدا مذهبا

نام کتاب : العقد المفصل نویسنده : الحلي، حيدر    جلد : 1  صفحه : 175
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست