نام کتاب : العقد المفصل نویسنده : الحلي، حيدر جلد : 1 صفحه : 173
من بعد ما كانت على جيد العلى ... عقداً وفي أُذنيه كانت شنفا
يامسعدي عيني من الحزن قد ابي ... ضّت ومنها دمعها ما نزفا
قد غشيتني ظلمة الحزن التي ... مادمت فوق الأرض لن تنكشفا
من ناقلٌ لي للرضا صحيفةً ... أقصُّ فيها من شجوني طرفا
لعلّه على محبّه الذي ... أنحله فقدانه أن يعطفا
إنّي أرى لهابريداً ومتى ... قد بعث الحي لميت صحفا
روحي فداء للذي قد غاب عن ... عيني وعن قلبي ما تخلّفا
فذكره لم يخل من قلبي وإن ... ذكرته قلبي منّي اختطفا
منها:
لله يوم هتّف الناعي به ... بموته وليته لا هتفا
وقفت من حرّ الأسى ذا قدم ... خيل على جمر حشاه وقفا
أعضّ كفّي أسفاً ولم يفد ... إذ فاتني عضّي كفّي أسفا
ومنها:
والوعة المجد على نيّره ... الزاهر أمسى في الثرى ملتحفا
كان هلالاً يرتجى كماله ... وحينما حاز الكمال انخسفا
وروضة المعروف في أزهارها ... صوّحها الدهر وكانت أنفا
والمكرمات أصبحت معولةً ... على أخيها تكثر التلهّفا
تدعوا أخي صحبت منك ماجداً ... عنّي في حياته ما صدفا
وأنت للوفّاد بحرٌ زاخر ... منك متى شاء النوال اغترفا
لله أيّ ماجد بموته ... الناس وأملاك السماء اختلفا
هذه تلقّت روحه ضاحكة ... وهذه تبكي عليه أسفا
وهذه لروحه قد زيّنت ... جنّة عدن فرحاً والغرفا
وتلك شقّت جدثاً لجسمه ... بصرخة ثهلان منها رجفا
يا نكبة لم يستطع مصابها ... لسان كلّ ناطق أن يصفا
ومنها في تعزية أبيه الماجد محمّد الصالح:
يا من تراه الناس في الجلى إذا ... ماليلها بالحادثات أسدفا
أقرّها قلباً إذا ما أقبلت ... سوداء قلب الدهر منها وجفا
أنت الذي بوجهه عن الورى ... ما إن دجا الحادث إلاّ انكشفا
في الأسى تهدي إلى قلب من ... صبرك لو جلَّ المصاب تحفا
فيغتدي قلبك من رقّته ... أشدُّ إصلاداً بها من الصفا
محمّد للصبر أنت صالح ... عرفت من معناه ما لن يعرفا
وهي طويلة. واعلم أنّ كثيراً من شعر عمّنا المذكور لم نذكر منه إلاّ اليسير اتّكالاً على ذكره له في كتابه المسوم ب "مصباح الأدب الزاهر".
الباب الحادي والعشرون في قافية القاف
وفيها فصلان الفصل الأوّل في المديح
قلت في مدحه:
حمّلتك الديار ما لا تطيق ... مذ عرى شمل أهلها التفريق
عرصات حبست أيدي المراسيل ... عليها والدمع منك طليق
كنت ترتادها وريقة روض ... وهي اليوم دمنةٌ لا تروق
سحقتها اليوم المطايا كأن لم ... تك بالأمس وهي مسك سحيق
صاح ماذا عليك من رسم دار ... قد تعفّت وزال عنها الفريق
أوحشت غير أن يئنَّ ابن ورقاء ... بها أو يحن صبٌّ مشوق
فأطرح ذكرها لمدح عظيم ... هيبةً باسمه تضيق الحلوق
حسن الفعل ماجد الفرع والأصل ... جدير بالمكرمات خليق
لحقته أماجد العصر لكن ... عزَّ في شأوه عليها اللحوق
ذو لسان كما ينضنض صلٌّ ... وفم فيه ريقة الصلّ ريق
وهو في أعين الخصوم لسان ... وبأحشائهم سنان ذليق
وإذا غاية من المجد عنّت ... لم يعقه عن نيلها العيوق
قولي: لحقته أماجد العصر الخ قد مضى طرف من ذكر المسابقة في قافية الجيم ونحن نذكر طرفاً منها الآن، قال مهيار الديلمي:
عرفت من نفسك ما لم يعرفوا ... فطرت حتّى صرت حيث تستحق
كم عجبوا منك وأنت ترتقي ... وانتظروا فيك الزليل والزلق
وخاوصوك حسداً بأعين ... لم تحفل الشهلة منها والزرق
حتّى تركت النجم في خضرائه ... يخطر زهواً إن سبقت ولحق
وإنّي لأستحسن لعمّنا المهدي في السبق واللحوق من جملة قصيدة ولقد أجاد في معنى أبياته هذه:
ورأوك تسعى للمعالي ساحبا ... ذيل الفخار على ذرى الجوزاء
فجروا وراك فغبت عن أبصارهم ... فتخيّلوا سبقوك للعلياء
وإذا هم بمكانهم لا يستطي ... عون اللحوق بكم من الإعياء
نام کتاب : العقد المفصل نویسنده : الحلي، حيدر جلد : 1 صفحه : 173