عَلَيْهِمْ
«1» ! ثم يقول: اذهبوا به إلى صاحبيه في أعلى عليين! ثم يقول: هاتوا عليّ بن أبي طالب. فأجلس غلام بين يديه، فيقول: جزاك الله عن الأمة خيرا أبا الحسن، فأنت الوصي ووليّ النبي، بسطت العدل وزهدت في الدنيا، واعتزلت الفيء فلم تخمش فيه بناب ولا ظفر، وأنت أبو الذرية المباركة، وزوج الزكية الطاهرة؛ اذهبوا به إلى أعلى عليين الفردوس.
ثم يقول: هاتوا معاوية. فأجلس بين يديه صبيّ، فقال له: أنت القاتل عمار بن ياسر، وخزيمة بن ثابت ذا الشهادتين، وحجر بن الأدبر الكندي الذي أخلقت وجهه العبادة؛ وأنت الذي جعل الخلافة ملكا، واستأثر بالفيء، وحكم بالهوى، واستنصر بالظلمة؛ وأنت أول من غيّر سنة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، ونقض أحكامه، وقام بالبغي، اذهبوا به فأوقفوه مع الظلمة! ثم قال: هاتوا يزيد. فأجلس بين يديه غلام، فقال له: يا قوّاد! أنت الذي قتلت أهل الحرةّ، وأبحت المدينة ثلاثة أيام، وانتهكت حرم رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وآويت الملحدين، وبؤت باللعنة على لسان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وتمثلت بشعر الجاهلية.
ليت أشياخي ببدر شهدوا ... جزع الخزرج من وقع الأسل «2»
وقتلت حسينا، وحملت بنات رسول الله صلّى الله عليه وسلّم سبايا على حقائب الإبل؛ اذهبوا به إلى الدرك الأسفل من النار.
ولا يزال يذكر واليا بعد وال، حتى بلغ إلى عمر بن عبد العزيز، فقال: هاتوا عمر. فأتى بغلام فأجلس بين يديه، فقال: جزاك الله خيرا عن الإسلام، فقد أحييت العدل بعد موته، وألفت القلوب القاسية، وقام بك عمود الدين على ساق، بعد شقاق ونفاق؛ اذهبوا به فألحقوه بالصديقين.
ثم ذكر من كان بعده من الخلفاء إلى أن بلغ دولة بني العباس، فسكت فقيل له: