نام کتاب : الشعراء الصعاليك في العصر الجاهلي نویسنده : يوسف خليف جلد : 1 صفحه : 291
الشنفرى التي يبشر فيها الضبع بجسده بعد مقتله ولكنه ينسبها لتأبط شرا[1]، وهو اختلاف لا يضير قضيتنا شيئا فكلا الشاعرين صعلوك.
ولعل أكثر الأمثلة على خبرة الشعراء الصعاليك العملية دورانا في شعرهم تلك الموازنات التي يعقدها العداءون منهم بينهم وبين مجموعة حيوان الصحراء المشهور بشدة العدو. فإن اختيار هذه المجموعة دليل على خبرتهم العملية بها وكذلك تلك الأمثال التي يضربها الهذليون بطائفة من حيوان الصحراء الشارد الممتنع عند حديثهم عن الموت، فإن الإلحاح على ذكر أحوال هذا الحيوان وطباعه وخصاله دليل على خبرتهم العملية به.
ومهما يكن من أمر هذه الحقائق التي يذكرها الشعراء الصعاليك فليس مما يعنينا هنا مطابقتها أو عدم مطابقتها لما يقرره العلم الحديث الآن؛ إذ ليس من الإنصاف أن نتخذ ما وصل إليه العلم التجريبي الحديث من حقائق علمية مقياسا لما يذكر هؤلاء الشعراء القدماء، وإنما حسبنا أن ما يذكرونه كان صدى صادقا لمشاهدتهم العملية في حياتهم الواقعية، أو لما كان يدور في مجتمعهم من معلومات. [1] الحيوان 6/ 450.
نام کتاب : الشعراء الصعاليك في العصر الجاهلي نویسنده : يوسف خليف جلد : 1 صفحه : 291