«كتاب الشعر» ، وهذا العنوان من الجائز جدّا أن يكون اختصارا لعنوان «كتاب الشعر والشعراء» ، لرجحنا أن يكون المؤلف نفسه قد سمّى كتابه كما جاء فى الفهرست.
ويسمّى الكتاب فى ملاحظة على «المحاسن» للجاحظ ص 184 «أخبار الشعراء» والعنوان فى مخطوطة بيروت «ديوان الشعر والشعراء» (انظر المجلة الآسيوية سنة 1894 م الجزء الثانى ص 207 ملاحظة 2) .
وكتابنا- على ما ورد فى مقدمة كتاب عيون الأخبار- واحد من سلسلة كتبها المؤلف على طريقة الطبقة الممتازة من الكتّاب. فبعد أن أخرج كتابه المشهور «أدب الكتاب» ، الذى علّم فيه الكتّاب فن الكتابة حقّا، رأى أن هذا النحو من التعليم لا يكفى، وأن الكتّاب تنقصهم معلومات متنوعة، فأخرج أربعة كتب مختلفة الموضوعات، مما كان قد وعاه فى ذهنه ثم ألّف كتابه الكبير «عيون الأخبار» .
والكتب الأربعة هي: «كتاب الشراب» ، و «كتاب المعارف» ويعرف فى طبعة وستنفلد «بالكتاب التاريخى» . و «كتاب الشعر» وهو كتابنا هذا، و «كتاب تأويل الرؤيا» ويسميه الفهرست «كتاب تعبير الرؤيا» . والفهرست يسمى «كتاب الشراب» «كتاب الأشربة» (ص 78) . وهذا الكتاب الأخير مذكور فى كتابنا مرتين:
الأولى فى (ص 89) بالعنوان الأول «كتاب الشراب» والثانية فى ص 54) بالعنوان الثانى «كتاب الأشربة» . وعلى ذلك يكون كتابنا متأخرا عن كتاب الشراب. وحيث إن كتابنا مذكور فى «كتاب المعارف» ، فكتاب المعارف إذن أحدث منه. وفى كتابنا يرد ذكر «كتاب العرب» (ص 6) وكتاب «العرب فى الشعر» (ص 35) . وفى موضع متقدم من هامش مخطوطة ليدن ترد ملاحظة أن ابن عبد ربه قد ذكر «كتاب تفضيل العرب» لابن قتيبة. ويظهر أن بروكلمان (1: 122) كان على صواب فيما ذهب إليه من أن الفهرست (ص 78) يشير إلى هذا الكتاب بالذات بعنوان:
«التسوية بين العرب والعجم» . فإذا التفتنا إلى ما يقوله المؤلف عن محتويات هذا الكتاب (ص 6) بدا لنا أن الأرجح أن نحصر تفكيرنا فى كتاب «معانى الشعر الكبير» (الفهرست ص 77) . فمن هذا الكتاب أو من كتاب «عيون الشعر» والفهرست ص 77) قد أخذ قول ابن قتيبة الذى أورده شارح الأخطل (ص 144) وفى نص