77- جميل بن معمر (العذرى) [1]
736* هو جميل بن عبد الله بن معمر، ويكنى أبا عمرو. وهو أحد عشّاق العرب المشهورين بذلك، وصاحبته بثينة، وهما جميعا من عذرة، وكانت بثينة تكنى أمّ عبد الملك، ولها يقول (جميل) :
يا أمّ عبد الملك اصرمينى ... فبيّنى صرمك أو صلينى [2]
737* والجمال فى عذرة والعشق كثير. قيل لأعرابىّ من العذريّين: ما بال قلوبكم كأنّها قلوب طير تنمّات كما ينمّاث [3] الملح فى الماء؟ أما تجلّدون؟! قال: إنّا لننظر إلى محاجر أعين لا تنظرون إليها! وقيل لآخر: ممّن أنت؟ فقال:
من قوم إذا أحبّوا ماتوا، فقالت جارية سمعته: عذرىّ وربّ الكعبة! 738* وعشق جميل بثينة وهو غلام (صغير) ، فلمّا كبر خطبها فردّ عنها، فقال الشعر فيها، وكان يأتيها سرّا، ومنزلها وادى القرى، فجمع له قومها جمعا ليأخذوه إذا أتاها، فحذّرته بثنية، فاستخفى وقال:
ولو أنّ ألفا دون بثنة كلّهم ... غيارى وكلّ حارب مزمع قتلى
لحاولتها إمّا نهارا مجاهرا ... وإمّا سرى ليل ولو قطعت رجلى
[1] ترجمته فى المؤتلف 72، 168 والأغانى 7: 72- 104 واللآلى 29- 30 وابن خلكان 1: 143- 146 والخزانة 1: 190- 192. وجميل كان يعرف بابن قميئة، وهى أم جده معمر، كما فى اللآلى، وفى المؤتلف 168 «لم يكن جميل إلا يعرف بابن قميئة» ولكن ذكر هناك خطأ باسم «جميل بن عبيد الله» وتبعناه فى ذلك الحاشية 2 ص 338 وصوابه «جميل بن عبد الله» .
[2] الصرم، بضم الصاد وفتحها: الهجران والقطع. [3] ينماث: يذوب.