«انكه: أصلها «إنك» فخفف «إن» المشددة وفى اللسان 16/171 عن الليث: وللعرب لغتان فى إن المشددة: إحداهما التثقيل. والأخرى التخفيف. فأما من خفف فإنه يرفع بها، إلا أن ناسا من أهل الحجاز يخففون وينصبون، على توهم الثقيلة» وفيه «عن الفراء: لم نسمع العرب تخفف إن وتعملها إلا مع المكنى، لأنه لا يتبين فيه إعراب، فأما فى الظاهر فلا، ولكن إذا خففوها رفعوا وهنا خففها مع الضمير ثم ألحق به هاء السكت» .
حسب الشيخ أن فعل الأمر الذى هو «إنكه» مكون من «إنّ» والضمير، وهاء السكت، وذهب يتحمل العلل لإعمالها، فنقل عن اللسان، وليس الأمر كما حسب، فإن «انكه» فعل أمر من نكه ينكه، أى أخرج نفسه، جاء فى اللسان 17/448 «ونكه هو ينكه وينكه» أخرج نفسه إلى أنفى، ونكهته: شممت ريحه، واستنكهت الرجل فنكه فى وجهى ينكه وينكه نكها: إذا أمره بأن ينكه، ليعلم أشارب هو أم غير شارب، قال ابن برى: شاهده قول الأقشير:
يقولون لى إنكه شربت مدامة ... فقلت لهم: لا بل أكلت سفرجلا»
2- (الفقرة 1024) من شعر الطرماح «وقال يهجو بنى تميم:
أفخرا تميما إذ فتيّة خبّت ... ولؤما إذا ما المشرفيّة سلّت»
قال الشيخ فى شرحه لهذا البيت: «فتية بالتصغير وبالتكبير: يريد الحرب، سماها بذلك كأنه علم لها، أخذه من الحديث، قال فى النهاية: وفى حديث البخاري: الحرب أول ما تكون فتية. هكذا جاء على التصغير، أى: شابة، ورواه بعضهم فتية بالفتح» .
لم يقل الطرماح «فتية» لا بالتصغير ولا بالتكبير، ولم يسم الحرب بذلك، ولم يأخذه من هذا الحديث، ولو قال ذلك وأخذه من الحديث لكان عازبا عن الصواب، وإنما قال «أفخرا تميما إذا فتنة خبت» كما جاء فى ديوانه ص 131، وقال شارحه: يقول: «أتفخر فخرا تميما يا فرزدق عند سكون الفتنة، وتأتى باللؤم عند