نام کتاب : الرسالة الموضحة في ذكر سرقات أبي الطيب المتنبي وساقط شعره نویسنده : ابن المظفر الحاتمي جلد : 1 صفحه : 50
عَضْباً إذا هزّهُ في وَجه نائبةٍ ... جاءتْ إليهِ صروفُ الدّهرْ تعتذرُ
ومن البيت الأول أخذت:
) تَحضيرَ في سيفٍ ربيعةُ أصلهُ ... وطابعةُ الرّحمنُ والمدُ صاقلُ (
وهو القائل أيضاً:
فلا تَحسبِ الأعداءُ عَزْلكَ مغنَماً ... فإنّ إلى الإصدار ما غايةُ الورْدِ
وما كُنتَ إلاّ السيفَ جردَ للوغى ... فأحْمدَ فيهِ ثنّ ردّ إلى العمدِ
وهو القائل أيضاً:
يا أيها الملكَ النّائي برؤيتهِ ... وجودُه لمُرجيّ جودِهِ كَثبُ
ليس الحجابُ بمقصٍ عنكَ لي أملاً ... إنْ السّماء تُرجىّ حينَ تُحتجبُ
وهو القائل أيضاً:
لقد زدْتَ أو ضاحي امتداداً ولم أكنْ ... بهيماً ولا أرْضِ مجْهلا
ولكنْ أيادٍ صادفتني جسامُها ... أغرَّ فأوْفَتْ بي أغرَّ محجلا
فقال هو مأخوذ من قول أبي محلم:
أمسْلمُ فاسْلمَ يا ابن كل خليفةٍ ... ويا سائسَ الدنّيا ويا جبل الأرْضِ
شكَرْتكَ إن الشكرَ منّي سجيةُ ... وما كلُ منْ أوليتهُ نعمةً يقضي
حييْتَ لي ذكري وما كنتُ خاملاً ... ولكنً بعض الذّكر أنبهُ من بعضِ
فقلت وهو القائل:
وركْبٍ كأطرْافِ الأسنةِ عرَسوا ... على مثْلها والليلُ تطو غياهبهْ
لأمرْ علَيهمْ أنْ تتمّ صدورهُ ... وليس عليهمْ أنْ تتمّ عَواقبهْ
إليكَ جزَعْنا مغربَ الشمسِ كلماّ ... قطعنا مَلاً صلتْ عليكَ سباسبهْ
إلى سالبٍ الجبارِ بيضةَ ملْكهِ ... وآملهُ غادٍ عَليهَ فسالبهْ
إلى ملَلكٍ لم يلقْ كَلكَل بأسهِ ... على مَلكٍ إلاّ وذللَ جانبهْ
ففيَ كُلّ نجدٍ في البلاد وغائرٍ ... موَاهبُ ليستْ منهُ وهْي موَاهبهْ
فَنوَلَ حتى لم يجدْ منَ ينيلهُ ... وحاربَ حتى لم يجدْ من يحاربهْ
فيا أيها السّاري آسرِ غَيرَ مُراقبٍ ... جَنانَ ظلامٍ أوْ ردىً أنتَ هائبهْ
فقدْ بثّ عبدُ الله خوفَ انتقامهِِ ... على اللّيل حتى ما تدَبُ عقاربهْ
فقال أما قوله:) وركبٍْ كأطرافِ الأسنةّ (فمن قول كثير:
أطافتْ بشعْثٍ كالأسنةّ هجدٍ ... بخاشعةِ الأضواءِ غُبرٍ صحونهُا
وأما قوله:
لأمر عَليهْم أنْ تتمَ صدوره
فمن قول الأول:
غلامُ وغى تَقَحمها فأبلْى ... فخانَ بلاءهُ الزّمنُ الخؤونُ
وكانَ على الفتى الإقدام فيها ... ولَيسَ عَليهَ ما جنَتِ المنُونُ
وأما قوله:) صلتْ عليكَ سباسبهُ (فمن قول بشار:
إذا ما أعرْنا سيداً من قبيلةٍ ... ذرَى منبرٍ صلّى علينا وسّلما
وبشار أخذه من جرير:
منابرُ مْلكٍ كُلها مضرية ... يصلّي علينا من أعرناه منبرا
فقلت له: لئن كان تمام ناظراً إلى هذه المواضع فلقد تناول أخلاق أعبية فأعادها يرف وشيها، كما ترف خدود الرياض غب الحيا.
وهذا كان مذهبه في جميع ما يلاحظه ويشير إليه من المعاني. ألا تر إلى قول الأول:
سيُوفٌ لعَمري يا صدَيّ بن مالكٍ ... حدادُ ولكن أين بالسيفِ ضاربُ
فاحتذى هذا أبو تمام:
وقد يَكهمُ السَيفُ المُسّمى منيةً ... وقد يرَجعُ المَرء المظفرُ خائباَ
فهذا البيت مخترع له: ثم قال محتذياً للبيت المتقدم ومفسراً لبيته هذا:
فآفةُ ذا ألاّ يصُادفَ مضرباً ... وآفةٌ ذا ألاّ يُصادفَ ضارباَ
وقال الفرزدق، وذكر امرأة له ماتت بجمعٍ، وهي التي تموت وولدها في جوفها:
وجفنِ سلاحٍ قد رزئتُ فلم أنحْ ... عَليهِ ولم أبعثْ عليهِ البوَاكياَ
وفي ضمنْهِ من دارمٍ ذو حفيظةٍ ... لو آن اللّيالي أخطأتْهُ لياَلياَ
فقال أبو تمام في اثنين صغيرين كانا لعبد الله بن طاهر، فماتا في يوم واحد، وأشار إلى بيتي الفرزدق إشارة عجيبةً، وزاد زيادات لطيفة من قصيدة:
نَجمانِ شاء الله ألاّ يطلعاَ ... إلاّ ارتْداد الطرفْ حتى يأفلا
إن الفجيعة بالرّياضِ نوَاضراً ... لأجلٌ منها بالرياضِ ذوابلاِ
لوْ ينْسبانِ لكانَ هذا غارباً ... للكرمات ِ وكانَ هذا كاهلا
لَهفي على تلكَ الشواهدِ منهما ... لوْ أمهلتْ حتى تكون شمائلا
إنّ الهلالَ إذا رأيتَ نمارهُ ... أيقنْتَ أن سيكون بدْراً كاملا
نام کتاب : الرسالة الموضحة في ذكر سرقات أبي الطيب المتنبي وساقط شعره نویسنده : ابن المظفر الحاتمي جلد : 1 صفحه : 50